للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَهِمَ هَمَّامٌ فِي (يُدْمَى)، وَإِنَّمَا هُوَ يُسَمَّى، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: (يُسَمَّى أَصَحُّ).

قِيلَ: كَانُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ يَخْضِبُونَ قُطْنَةً بِدَمِ العَقِيقَةِ، فَإِذَا حَلَقُوا الصَّبِيَّ وَضَعُوهَا عَلَى رَأْسِهِ (١)، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ أَنْ يَجْعَلُوا مَكَانَ الدَّمِ خَلُوقًا (٢).

قِيلَ: التَّلْطِيخُ بِالدَّمِ مَكْرُوهٌ، لِأَنَّ الدَّمَ نَجِسٌ، فَلَمْ يَكُنْ فِي اسْتِعْمَالِهِ قُرْبَةٌ.

قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ (٣): يُكْرَهُ أَنْ تُلَطَّخَ جَبْهَةُ الْمَوْلُودِ وَرَأْسُهُ بِدَمِ العَقِيقَةِ.

وَقَالَ الحَسَنُ وَقَتَادَةُ: (مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُسْتَقْبَلَ مَخْرَجُ الدَّمِ مِنْ أَوْدَاجِهَا بِصُوفَةٍ يُلَطَّخُ بِهَا رَأْسُ الْمَوْلُودِ، ثُمَّ يُغْسَلُ) (٤).


= وتابَعَ هَمَّامًا على التَّدْمِية: حمَّادُ بن سَلَمة، أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣/ ٦٠٥٩) من طريق محمَّد بن خُزيمة، ثنا حَجَّاج بن مِنْهال، ثنا حماد بن سلمة، ثنا قتادة عن الحسن عن سَمُرة به مرفوعا نحوه.
(١) ورد أن هذا الفِعْلَ مَنْسوخٌ، ويدُلُّ على نَسْخِه أحاديثُ كثيرةٌ منها عن بُرَيْدةَ بن الحُصيب ، وعائِشَة ، وغيرهما، فانظرها - غير مأمور - في التلخيص الحبير لابن حجر (٤/ ١٤٧).
(٢) ورد في حديث عائشة أنها قالت: (وكان أهلُ الجاهلِيَّة يَجْعلون قُطنةً في دَمِ العَقِيقة ويُحيلُونه على رَأس الصَّبِيِّ، فَأَمرَ رسولُ اللهُ أن يُجعلَ مَكان الدَّم خَلوقا).
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٣٠٣)، وله شواهدُ من حديثِ بُرَيدةَ بن الحُصَيب وغيره، فانظرها غير مأمور في التلخيص الحبير (٤/ ١٤٧).
(٣) ينظر: الحاوي الكبير للماوردي (١٣/ ١٣٠)، وبحر المذهب للروياني (٤/ ٢٢٥).
(٤) أثر الحسن: فقد عزاه إليه الماوردي والروياني كما في المصدرين السَّابقين، ونسبه إليه أيضا ابن الملقن في البدر المنير (٩/ ٣٣٤ - ٣٣٥) نقلا عن ابن الجوزي في كتابه: "جامع المسانيد".
وقد ثبتَ عنه خِلافُ هَذا، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٤٤٧) قال: ثنا عبد الأعلَى عن هشامٍ عن الحسن ومحمَّدٍ أَنَّهُما كانا يَكرهان أن يُطلَى رأسُ الصَّبيِّ من دَمِ العَقيقة، وقال الحسن: (رِجْسٌ)، وإسنادُه صَحِيحٌ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>