للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَوَحَّشَتْ وَنَفَرَتْ مِنَ الإِنْسِ، وَقَدْ أَبَدَتْ تَأْبَدُ وَتَأَبَّدَتِ الدَّيَارُ: أَيْ تَوَحَّشَتْ وَخَلَتْ مِنْ قُطَّانِهَا.

وَقَوْلُهُ: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ)، يُقَالُ: أَنْهَرَ الدَّمَ أَيْ: أَسَالَ، وَاسْتَنْهَرَ النَّهْرُ: إِذَا أَخَذَ مَجْرَاهُ، وَنَهْرٌ نَهْرٌ: كَثِيرُ المَاءِ، قَالَ (١): [من الْمُتَقَارِب]

أَقَامَتْ بِهِ فَابْتَنَتْ خَيْمَةً … عَلَى قَصَبٍ وَفُرَاتٍ نَهِرْ

وَفِي الحَدِيثِ: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ) (٢)، أَيْ: مَا أَسَالَهُ وَصَبَّهُ بِكَثْرَةٍ، شَبَّهَ خُرُوجَ الدَّمِ بِجَرْيِ المَاءِ فِي النَّهْرِ مِنْ مَوْضِعِ الذَّبْحِ (٣).

وَفِي الحَدِيثِ: (فَأَتَوْا مَنْهَرًا فَاخْتَبَأُوا فِيهِ) (٤)، الْمَنْهَرُ: خَرْقٌ فِي الحِضْنِ نَافِذٌ يَدْخُلُ فِيهِ المَاءُ.

وَقَوْلُهُ: [(وَأَمَّا الظُّفْرُ فَمُدَى)] (٥)، المُدَى: جَمْعُ الْمُدْيَةِ، وَهِيَ الشَّفْرَةُ، وَهِيَ سِكِّينٌ عَرِيضٌ.

وَقَوْلُهُ: (فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ) أُخْرَيَاتٌ جَمْعُ أُخْرَى، وَهُوَ تَأْنِيثُ الآخَرِ،


(١) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، كما في شَرْح أَشْعَارِ الْهُذَلِيين (١/ ١٤٦).
(٢) أخرجه البخاري (رقم: ٢٤٨٨) ومسلم (رقم: ١٩٦٨) من حديث رَافِع بن خَدِيج .
(٣) يقارن بالغريبين للهروي (٦/ ١٨٩٩).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٥/ ٤٠٧ - ٤٠٨) من طريق معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب في قصَّةِ قَتْلِ ابن أَبي الحقيق، ولفْظُه: (فَانْطَلقنا به معنا حَتَّى انْتَهَينا إلى مَنْهَرِ عَيْنٍ مِن تلك العُيونِ، فَمَكثنا فيه … )، ومن طريقِ عبد الرَّزاق أَخْرَجَه ابن قُتَيبة في غريب الحديث: (٢/ ٢١٧)
(٥) في المخطوط: (وليس معنى مدى)، والمثبتُ مِن لَفْظ الحَديثِ، وهُو مَا يَقْتَضِيهِ سِيَاق الكَلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>