للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي الحَدِيثِ: (وَلَا نَاهِكِ فِي الحَلْبِ) (١)، أَيْ: وَلَا مُبَالِغٍ فِيهِ حَتَّى يَضُرَّ ذَلِكَ بِهَا، وَقَدْ نَهِكْتُ النَّاقَةَ حَلْبًا، إِذَا لَمْ تُبْقِ فِي ضَرْعِهَا لَبَنًا، وَانْتَهَكْتُ عِرْضَهُ أَيْ بَالَغْتُ فِي شَتْمِهِ.

وَفِي الحَدِيثِ: (لِينْهِكِ الرَّجُلُ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ أَوْ لَتَنْهَكَنَّهُ النَّارُ) (٢)، يَقُولُ: لِيُبَالِغُ فِي غَسْلِ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ مُبَالَغَةً يُنْعِمُ بِهَا غَسْلَهُ (٣).

وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ بن شَجَرَةَ: (انْهَكُوا وُجُوهَ القَوْمِ) (٤)، أَيْ: ابْلُغُوا جُهْدَكُمْ


(١) أخرجه سفيان الثوري في تفسيره (ص: ٩١)، ومالك في الموطأ - رواية الليثي - (٢/ ٩٣٤)، ومن طريق الثوري: أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره (١/ ٤٣٥)، وعنه ابن جَرير الطبري في تفسيره (٧/ ٥٨٨ - ٥٨٩)، ومن طريق مالك: أخرجه النَّحَّاس في الناسخ والمنسوخ (٢/ ١٥١)، والبيهقي في الكبرى (٦/ ٤) من طريق القاسِم بن محمَّد قال: (جاء رجل إلى عبد الله بن عبَّاسٍ فقال له: (إِنّ لي يتيمًا وله إبلٌ، أَفَأَشْرَبُ مِن لَبن إبله؟)، بِنحوه.
قال النحاس في الناسخ والمنسوخ (٢/ ١٥٢): "هذا إسنادٌ صَحِيحٌ".
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/ ٢٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١١) من طريق أبي مِسْكين الحُرِّ بن مِسْكين عن هُزَيل بن شُرَحبيل عن ابن مَسْعُودٍ به مَوْقُوفا.
وإسنادُه ضَعِيفٌ، أبو مِسْكينٍ هذا قال فيه الحافظ في التَّقريب: "مَقْبُول" أي: عند المتابعة، وإلا فلين الحديث.
(٣) يقارن بتهذيب اللغة للأزهري (٦/ ١٦ - ١٧).
(٤) أخرجه ابن المبارك في الجهاد، (رقم: ٢٢)، وعبد الرزاق في المصنف (٥/ ٢٥٦)، وأبو عبيد في غريب الحديث (٥/ ٣٩٥)، وابن أبي شيبة في المسند كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (٥/ ٨٦)، وهَنَّاد بن السَّرِي في الزهد (١/ ١٢٤)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٢/ ٢٤٦)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٤٩٤) من طُرُقٍ عن مَنْصُور عن مُجاهد عن يزيد بن شجرة به مطولا.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (٦/ ٦٦٣): ورويناه في الغيلانيات، قال: ثنا محمَّد بنُ يونُس ثَنا يحيى بنُ كثيرٍ ثنا شُعبة عن الأَعمش عَن مجاهد عَن يزيد بن شَجرة، قال: ومحمد بنُ يونُس الكُديمي ضَعِيفٌ، ثُمَّ قَال: والْمَحْفُوظُ عن الأعمش موقوفًا". =

<<  <  ج: ص:  >  >>