للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي قِتَالِهِمْ، يُقَالُ: نَهِكَتْهُ الحُمَّى تَنْهَكُهُ: إِذَا بَلَغَتْ مِنْهُ فَأَثَّرَتْ فِيهِ، وَبَدَتْ فِيهِ نَهْكتُهُ.

وَفِي حَدِيثِ الخَافِضَةِ: (أَشِمِّي وَلَا تُنْهِكِي) (١)، أَيْ: لَا تُبَالِغِي فِي القَطْعِ.


= وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٥/ ٨٧): ورواه البزار والطَّبراني من طريق يزيدَ بن شَجرة مَرفوعا مُخْتَصَرا، ومن طريق آخر موقُوفا، والصَّحيحُ الموقوفُ، مع أنَّه قد يُقال: إِن مثل هذا لا يُقال مِن قِبل الرَّأي، فسبيلُ الموقوفِ منه سبيلُ المرفوع، والله أعلم.
وقال في مجمع الزوائد (٥/ ٥٣٥): "رواه الطَّبراني من طريقيْن، رجالُ أحدِهما رجالُ الصَّحيح".
(١) أخرجه بهذا اللفظ: ابن أبي الدنيا في العيال (رقم: ٥٧٨)، والدُّولابي في الكنى والأسماء (٢/ ١٢٢)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٢٢٨)، والطبراني في المعجم الصغير (١/ ٤٧ - ٤٨)، والبيهقي في الكبرى (٨/ ٣٢٤)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٥/ ٣٢٧ - ٣٢٨)، من طرق عن أبي خليفة عن محمد بن سلام عن زائدة ابن أبي الرقاد عن ثابت عن أنس بن مالك أن النبي قال لأم عطية - ختانة كانت بالمدينة - فذكره.
قال ابن عدي: "هذا يرويه عن ثابت زائِدة بن أبي الرقاد، ولا أعلم يَرْويه غيرُه، وزائدةُ بن أبي الرقاد له أحاديثُ حِسَانٍ، يروي عنه المقدَّمي، والقواريري، ومحمَّد بنُ سلام وغيرهُم، وهي أَحاديث إِفراداتٌ، وفي بعض أَحاديثه ما يُنْكرُ".
قلت: الحديثُ ضعيفٌ بهذا السَّند، ضَعَّفه البَيْهقيُّ في السنن الصغري (٧/ ٣٩٧)، وآفَتُه زَائِدة هذا، فإنَّه مُنْكَرُ الحَدِيث كما قالَ الحافِظُ ابن حَجَر في التَّقريب.
وروي نحوه من حديثِ أُمِّ عطية الأنصارية، أخرجه أبو داود (رقم: ٥٢٧٣)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢١٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٣٩٦)، وفي الكبرى (٨/ ٣٢٤)، والخطيب البغدادي في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (٢/ ٣٤٦ - ٣٤٧) من طريق محمد بن حسان عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية به مَرْفُوعا.
قال أبو داود: "رُوي عن عُبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بِمعناه وإسنادِه. قال أبو داود: "ليس هو بِالقوي، وقد رُوي مُرسَلا".
قال أبو داود: ومحمَّد بن حَسَّان مجهولٌ، وهذا الحديث ضعيفٌ.
وقال ابن عدي: "محمَّد بن حَسَّانٍ هذا لَيْس بِمَعْرُوفٍ … والحديثُ بِهذا الإِسْنَاد غريبٌ عنْ عبدِ الملكِ بن عُمَيرٍ، لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الطَّريق، وَلَمْ أَرَ لمحمَّد بن حَسَّان غَيْرَ هَذَيْنِ الحَدِيثَيْن". =

<<  <  ج: ص:  >  >>