للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ: (يَا أَبَا هِرٍّ)، مُنَادَى مُضَافٌ، وَالهِرَّةُ مَعْرُوفَةٌ، وَتَصْغِيرُهَا: هُرَيرَةٌ، وَالهِر: الذَّكَرُ.

وَإِنَّمَا كَنَّاهُ النَّبِيُّ بِأَبِي هِرٍّ، لأَنَّهُ وَجَدَ هِرَّةً فِي الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ لَهُ: (أَنْتَ أَبُو هِرٍّ) (١).

وَقَوْلُهُ: (سَدِّدُوا وَقَارِبُوا) (٢)، يُقَالُ: سَدَّدَ الرَّجُلُ، أَيْ: صَارَ ذَا سَدَادٍ، وَقَارَبَ: يُقَالُ: قَارَبَ الإِبلَ: أَيْ: جَمَعَهَا حَتَّى لَا تَتَبَدَّدَ.

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: القُرْبُ ضِدُّ البُعْدِ.

مُقَارَبَةُ الأَمْرِ، قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ (٣): قَارَبَ فُلَانٌ فُلانًا: إِذَا كَلَّمَهُ بِكَلَامِ حَسَنٍ، وَالمُقَارَبَةُ: القَصْدُ فِي الأُمُورِ الَّذِي لَا غُلُوَّ فِيهَا، وَلَا تَقْصِيرَ.

وَقِيلَ: (قَارِبُوا) أَيْ: لَا تَغْلُوا، وَ (سَدِّدُوا) أَيْ: اقْصِدُوا السَّدَادَ، أَيْ: الصَّوَابَ.

وَتَقَارَبَ الزَّمَانُ إِذَا اعْتَدَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

وَقَوْلُهُ: (القَصْدَ القَصْدَ)، يَحْتَمِلُ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَيَحْتَمِلُ: الْزَمُوا الطَّرِيقَ القَصْدَ، أَيْ: الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ.


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٥٠٦) من طريق محمَّد بن إسحاق قال: حَدَّثَنِي بعضُ أَصْحَابي عن أَبي هُريرةَ، وإسنادُه فيه انْقِطاعٌ ظاهِرٌ، وجَهَالَةُ مَن حَدَّث ابنَ إِسْحاق، وهُوَ مُدَلِّس.
وينظر: الاستيعاب لابن عبد البر (٤/ ١٧٦٩)، وأسد الغابة لابن الأثير (٦/ ٣٣٧).
(٢) حديث (رقم: ٦٤٦٣).
(٣) ينظر: كتاب الغريبين للهروي (٥/ ١٥٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>