للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا) أَيْ: حَذَرًا مِنَ القَتْلِ، إِذَا [فَعَلَ ذَلِكَ] (١) فَقَدْ غَرَّرَ بِنَفْسِهِ وَبِصَاحِبِهِ، وَعَرَّضَهَا لِلْقَتْلِ، يُقَالُ: غَرَّرْتُ بِالرَّجُلِ تَغْرِيرًا وَتَغِرَّةً.

وَقَوْلُهُ: (وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ)، أَيْ: أَنْتُمْ غُرَبَاءُ، أَقْبَلْتُمْ مِنْ مَكَّةً إِلَيْنَا.

قِيلَ: يُرِيدُ أَنَّكُمْ نَفَرٌ يَسِيرٌ.

وَقَوْلُهُ: (مِنَّا أَمِيرُ)، إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ أَكْثَرَ العَرَبِ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ الإِمَارَةَ، إِنَّمَا كَانَتْ تَعْرِفُ السِّيَادَةَ، يَكُونُ لِكُلِّ قَبِيلَةٍ سَيِّدٌ، فَلَا تُطِيعُ إِلَّا سَيِّدَ قَوْمِهَا، فَجَرَى هَذَا القَوْلُ مِنْهُ عَلَى العَادَةِ المَعْهُودَةِ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُ النَّبِيِّ : (الخِلَافَةُ فِي قُرَيْش) (٢)، أَمْسَكَ عَنْ ذَلِكَ.


(١) بياض في المخطوط، والاستدراك من المصدر السابق.
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٨٥)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٣٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣/ ٢٧٦)، وفي كتاب السنة له (٢/ ٢٨٦)، وأحمد بن منيع كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (٧/ ٣١٥)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٢١)، وفي مسند الشاميين (٢/ ٤٢٧)، والخطابي في غريب الحديث (١/ ٤٠١) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن كثير بن مرة عن عتبة بن عبد السُّلَمِي بِهِ مَرْفُوعًا.
قال في مجمع الزوائد (٥/ ٣٥٥)، رِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ.
وفي إسناده إسماعيلُ بنُ عَيَّاش: صَدُوقٌ فِي رِوَايَتِه عن أهْلِ بَلَدِهِ، مُخَلِّطُ فِي غَيْرِهِم. وشَيْخُه هُنَا ضَمْضَم بنُ زُرْعَة حِمْصِيٌّ، وهُو "صَدُوقٌ يَهِمُ"، قالَه الحافظ ابن حَجَر في التقريب.
وللحديثِ شَاهِدٌ من حديث أنس يرفعه (الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ): أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٢/ ١٦٩)، وأحمد في المسند (٣/ ١٢٩ و ١٨٣)، والنسائي في الكبرى (٣/ ٤٦٧)، وأبو يعلى في المسند (٧/ ٩٤)، والبيهقي في الكبرى (٣/ ١٢١) من طرق عن سَهْل أبي الأَسْوَد عن بُكير الجَزَري عن أنس به.
وسَهْل أبو الأَسْوَد: مَقْبول، قَالَهُ الحافظ، أي: عند المتَابعة، وقد تابعهُ أبو صالح الحَنَفِيُّ - وهو ثقة - عند الطبراني في الأوسط (٦/ ٣٥٧ - ٣٥٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>