يستطرد بفوائدها لتكميل مادته من غير إخلالٍ باتِّساق الكتاب، مع الاهتمام ببَيانِ المناسباتِ للتَّراجم ومطابقتها للأحاديث، وأيضًا إبرازُ عقيدة أهل السنَّة في مسائل الشَّرح؛ بالاعتصام بما عليه سَلَفُ الأمَّة، مع تعقُّب من جانبَ الصَّواب من شرَّاحِ الصَّحيح، كذلك تميَّز شرحهُ بالنَّقل عن المصادر المفقودة: كـ "المناسك الكبير" للإمام الشَّافعي، والقِسْم الضَّائع من "صحيح ابن خزيمة" وغيرها، وتميَّز بأنَّه من أوائل الشُّروح فاعتُبِرَ موردًا علميًّا لمن أتى بعدَهُ من شرَّاحِ البخاريِّ؛ مثل: الكرمانيِّ وابن حَجَر العسقلانيِّ والعينيِّ والقسطلانيِّ والسيوطيِّ في آخرين.
وأصلُ تحقيق الكتاب: رسالة دكتوراه من كليَّة الشريعة بجامعة القرويين بفاس، حاصلة على "درجة مشرِّف جدًّا"، مع "التَّوصية بالطبع"، وقد بذلَ محقِّق الكتاب - جزاه الله الجنَّة - جهدًا كبيرًا مشكورًا في دراسة الكتاب وخدمته، والتَّعليق عليه والتَّقديم له، وتثبيت نسبتهِ لمؤلِّفه قِوام السنَّة بعد أنْ فُهرِسَ خطأً منسوبًا لتقيِّ الدِّين السُّبكي، وعُدَّ من المفقودات على المكتبة الإسلامية.
وفي الختام: نشكر الشَّيخ: "حاتم بن محمَّد فتح الله" على إكرامنا بمصوَّرة ملوَّنة من (مخطوطة مكناس) كان قد صَرَف همَّته في تصويرها، فجزاه اللهُ عن العلم وأهله خيرًا كثيرًا، كما نتقدَّم بالشُّكر الجزيل للشَّيخ:"سامر بن أحمد شنار" على جهوده العلميَّة في المراجعة والتَّدقيق، فجزاه ربي جنَّات النَّعيم، ونسألُ الله لهذا المشروع المبارك (أسفار) مزيدًا من الفتح والتَّوفيق والبركات لخدمة العلم وأهله، وأنْ يكتب لمموِّل الكتاب "سعد منصور يوسف الخليفي" أعظمَ الأجر وأجزله وأوفاه، وصلى اللهُ على نبينا محمَّد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.