للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيِّ كَثِيرَةٌ، وَبَيْنَهَا مِنَ الاخْتِلَافِ وَالتَّغْيِيرِ الشَّيْءُ الكَثِيرُ، مِمَّا حَذَا بِكَثِيرٍ مِنَ العُلَمَاءِ إِلَى إِفْرَادِ هَذَا المَوْضُوعِ بِالتَّأْلِيفِ كَمَا فَعَلَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيُّ (ت: ٤٩٨ هـ) في كِتَابِهِ: "تَقْيِيدُ المُهْمَلِ وَتَمْيِيزُ المُشْكِلِ"، وَخَصَّصَ الجُزْأَيْنِ الخَامِسَ وَالسَّادِسَ مِنْهُ فِي التَّنْبِيهِ عَلَى الْأَوْهَامِ الوَاقِعَةِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ قِبَلِ الرُّوَاةِ، ثُمَّ اخْتَصَرَهُ الإِمَامُ جَمَالُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الهَادِي (ت: ٩٠٩ هـ) فِي كِتَابِهِ: "الاخْتِلَافُ بَيْنَ رُوَاةِ البُخَارِيِّ عَنِ الفَرَبْرِي، وَرِوَايَاتٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِلٍ النَّسَفِيِّ"، وَقَدْ أَلَّفَ الإِمَامُ ابْنُ نُقْطَةَ (ت: ٦٢٩ هـ) كِتَابَهُ "التَّقْيِيدُ لِمَعْرِفَةِ رُوَاةِ السُّنَنِ وَالمَسَانِيدِ"، وَجَاءَ بَعْدَهُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ ابْنُ رُشَيْدٍ السَّبْتِيُّ المَغْرِبِيُّ (ت: ٧٢٦ هـ) فَأَلَّفَ كِتَابَهُ المَشْهُورَ فِي ذَلِكَ المَوْسُومَ بـ: "إِفَادَةُ النَّصِيحِ فِي التَّعْرِيفِ بِسَنَدِ الجَامِعِ الصَّحِيحِ"، وَأَبْدَعَ فِيهِ .

وَهَكَذَا تَوَالَى التَّأْلِيفُ فِي هَذِهِ القَضِيَّةِ الْمُهِمَّةِ لِمَا لَهَا مِنْ أَثَرٍ فِي ضَبْطِ نُسَخِ الجَامِعِ الصَّحِيحِ لِلْإِمَامِ البُخَارِيِّ ، وَكَانَ لِكُتُبِ الفَهَارِسِ وَالْأَثْبَاتِ وَالبَرَامِجِ مِنْ ذَلِكَ القَدَحُ المُعَلَّى، وَقَلَّ أَنْ تَجِدَ إِمَامًا إِلَّا وَيَذْكُرُ سَنَدَهُ إِلَى هَذَا الكِتَابِ العظيم.

وَمِنْ خِلَالِ قِرَاءَتِي لِهَذَا السِّفْرِ العَظِيمِ، أَعْنِي شَرْحَ الإِمَامِ أَبِي القَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ ، خَلَصْتُ إِلَى مَا يَلِي:

- اعْتَمَدَ الْمُصَنِّفُ فِي شَرْحِهِ هَذَا عَلَى رِوَايَةِ المُحَدِّثِ الثِّقَةِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الفَرَبْرِي (ت: ٣٢٠ هـ)، وَقَدْ جَاءَ التَّنْصِيصُ

<<  <  ج: ص:  >  >>