كتاب شرح صحيح البخاري - الأصبهاني

كتاب الطهارة - ومن باب: من مضمض واستنشق من غرفة واحدة - ج: 2 - ص: 203

وَاحِدَةً، وَقَالَ فِي هَذَا الحَدِيثِ: (ثُمَّ مَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ) (١).

وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ (٢)، وَابْنِ عَبَّاسٍ (٣) فِي صِفَةِ وُضُوءِ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَمْ يَذْكُرَا مَرَّتَيْنِ وَلَا ثَلَاثًا؛ وَإِنَّمَا اخْتَلَفَ فِعْلُهُ فِي ذَلِكَ لِيُرِيَ أُمَّتَهُ التَّيْسِيرَ (٤) فِيهِ.

المَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ: إِيصَالُ الْمَاءِ إِلَى الأَنْفِ وَالفَم، فَإِنْ أَوْصَلَهُ بِغَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ بِغَرْفَتَيْنِ، أَوْ أَكْثَرَ فَقَدْ أَتَى بِالْمَشْرُوعِ، وَهَلِ الْأَفْضَلُ أَنْ يَغْرِفَ غَرْفَةً لِفَمِهِ وَغَرْفَةً لِأَنْفِهِ؟ أَوْ يَغْرِفَ غَرْفَةً وَاحِدَةً لِفَمِهِ وَأَنْفِهِ؟ لِلشَّافِعِيِّ فِيهِ قَوْلَانِ:

قَالَ فِي الأُمِّ (٥): السُّنَّةُ غَرْفَةٌ وَاحِدَةٌ، وَوَجْهُهُ: مَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ عَنْ عَلِيٍّ ﵁ أَنَّهُ وَصَفَ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ: (فَغَرَفَ غَرْفَةً وَاحِدَةً لِفَمِهِ وَأَنْفِهِ) (٦).

---

(١) حديث (رقم: ١٩١).
(٢) حديث (رقم: ١٦٤).
(٣) أخرجه أبو عُبَيْدٍ القاسم بن سلام في كتاب الطهور (ص: ٢١٤)، وأحمد في المسند (١/ ٣٦٩)، وأبو داود (رقم: ١٣٣) من طرق عن عَبَّادِ بن مَنْصُور عن عِكْرِمَة بن خالد عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن ابن عبَّاسٍ به في قِصَّةِ مَبِيتِه عِنْد خَالَتِه مَيْمُونة.
وعبَّادُ بن منصور هذا قال فيه الحافظ في التقريب: صدوقٌ رُمي بالقَدر، وكان يُدَلِّس، وتغَيَّر بِأَخَرة، وروايته هنا بالعَنْعَنة!!
وأخرجه البخاري (رقم: ٥٨١٩) مختصرا من طريق سعيد بن جُبَير عنه دُون تفْصِيل صِفَةِ الوُضوء.
وأَخْرَجَه البُخَاري مختصرا أيضا - دُونَ تَفْصِيلِ صفة الوضوء - (رقم:١٣٨)، ومسلم (رقم: ٧٦٣) من طريقِ كُرَيْبٍ مَوْلى ابن عَبَّاس عنه به.
وللاستزادَة في طُرُقِ الحدِيثِ ينظر: نَصْب الراية للزيلعي (١/ ٦) و (٢/ ٣٣).
(٤) في المخطوط: (اليسيب) وهو غلط، والمثبت من شرح ابن بطال (١/ ٢٩٣).
(٥) ينظر: الأم للشافعي (١/ ٣٩).
(٦) رُوِي من طُرُقٍ عن خَالد بن عَلْقَمة عن عبد خير عنه به .. أمثلُها طريق زائِدَةَ بن قُدَامة، =