مؤآخذة، لأني أضطر أقول لك الآن أنا في هذا المجلس على العكس من ذلك، قلنا: إنه ذلك الشاعر يغلو في القول ما قلنا أنه مشرك حتى تقول أنت: هو ليس بمشرك وما أحد كفره وما أحد شركه .. إلخ، فهذا اسمه خروج عما كنا نحن في صدده، نحن معك في الحديث الذي رواه الإمام مسلم، وقلت من باب كذا وكذا وكذا .. إلخ، والصحابي كان كذا وكذا، بعضه مُسلَّم وبعضه غير مُسَلَّم، لكن مع ذلك فأنت أنا شاعر تماماً أنك حدت وأقول لك كما قلت بالنسبة للبوصيري وغيره بدون قصد، لكن الحيدة موجودة، والغلو هناك موجود، لكن نحن لا نطلع على ما في القلوب، لأنه لا يعلم ذلك إلا علام الغيوب.
أنت الآن حدت لما قلت لك: نحن مسلمون والحمد لله، ثم نحن نتبع السلف والأئمة وو .. إلخ، ولم يقل أحد منهم بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما تقول أنت الآن: هو مساوٍ لله في العلم، لكنك أنت تفرق أن علم الرسول حادث، لأن الله علَّمه، وهذه حقيقة أيضاً لا يختلف فيها اثنان، ولا ينتطح فيها عنزان، لكن أنا سألتك: مَنْ مِن العلماء الذين نحن ننتمي إليهم سواء كان في الأصول في العقائد كمذهب أهل الحديث ومذهب الماتريدية ومذهب الأشاعرة مَنْ مِنْ هؤلاء العلماء ساوى بين الله وبين رسوله في علم الغيب مع هذا الفارق الذي لابد أن يقوله المسلم كما قلت أنت آنفاً: أن هذا بخلق الله وبتعليم الله للنبي، من الذي قال أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مشارك لله في الاطلاع على المغيبات التي كانت وستكون إلى يوم القيامة، هذا الذي حدت عنه ولا مؤاخذة فأنا أرجو الجواب منكم بصراحة هل تعلم ذلك؟
السائل: الجواب بصراحة، أنا لا أستشهد على حديث الصحابي بآخر.