للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-أيضاً-؛ لأن الذي استقر في نفسي من معلوماتي القديمة هو ليس التفريق بين التصديق والإيمان، وإنما التفريق بين المعرفة والإيمان، وسواءً علينا قلنا التفريق بين المعرفة والإيمان، أو التفريق بين المعرفة والتصديق، فالتصديق والإيمان فيما أفهم شيء واحد، أي لفظان مترادفان يدلان على ما وقر في القلب من الإيمان بالله ورسوله، أما المعرفة فليست كذالك.

الملقي: يعني أرى هذا اختلافاً لفظياً. لكن أنتم معي بلا شك أن التصديق هو ركن من أركان الإيمان، وأن الرجل قد يكون مصدقاً ويكفر ويطلق عليه كلمة الكفر إذا أتى بفعل من الأفعال الكفرية كالاستهزاء بالله ورسوله، أنتم معي في هذا يا شيخ؟ -بارك الله فيكم-.

الشيخ: لكن أنا أقول: حينما كفر المؤمن بكفر يخرجه عن الملة هل بقي مؤمناً؟

الملقي: لا.

الشيخ: طيب حينما يكفر المصدق بكفر يخرجه عن الملة هل بقي مصدقاً؟ حسب ما فهمت ستقول: بلى.

الملقي: نعم.

الشيخ: إي هذا التفريق أنا أريد له إيضاحاً.

الملقي: قلت يا شيخ -سلمك الله-، إبليس كان مصدقاً أم لا؟

الشيخ: كَفَرَ، كان مصدقاً ومؤمناً.

الملقي: لكن هو إلى الآن مصدق أم لا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>