للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - هم من أهل النار، وأظن أن مثل هذه الأحاديث لا تخفى على أحد من الحاضرين، بل ولا على أحد من طلاب العلم من غيرهم.

إلا أن بعض هؤلاء المشار إليهم من غير الحاضرين إن شاء الله عندهم بعض الشبه والإشكالات حول هذه النصوص التي أشرت إليها بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أخبر عن بعض من كان قبل بعثته من العرب وقد يكونون أو يكون بعضهم من أقاربه عليه الصلاة والسلام بل من أقرب الناس إليه وقد شهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنه في النار، فيأتي هنا الإشكال ويحاول بعض الناس بالإطاحة بالإشكال من أصله بالحكم على الأحاديث التي وردت بعدم صحة ذلك بزعمهم لأنها تتنافى مع كون العرب الذين كانوا قبل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هم من أهل الفترة.

فلذلك فأنا أريد أن ألفت النظر إلى شيئين قد سبق أن ذكرت آنفاً أحدهما وهو أنه لا يمكن أن يقال قولاً مطلقاً بأن كل من كانوا قبل بعثة الرسول عليه السلام من العرب كانوا من أهل الفترة أي من الذين لم تبلغهم الدعوة، وحين ذاك لا يصح الاستنزال لرد هذه الأحاديث التي أشرت إليها وسيأتي التنصيص على بعضها لا يجوز ردها بمثل الآية السابقة {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء:١٥)؛ لأننا سنقول: هذه الآية محكمة، ولكن تطبيقها على كل فرد من الأفراد الذين كانوا في أمة قد أرسل إليهم رسول لا يمكن إلا أن نقول: إن كل فرد لم تبلغه الدعوة أو على العكس من ذلك والعكس ليس موضع إشكال وهو أن كل فرد قد بلغتهم الدعوة، لا نقول بلغتهم الدعوة فرداً فرداً كما أننا لا نقول: لم تبلغهم الدعوة فرداً فرداً، من لم تبلغه الدعوة فهو من أهل الفترة الذين لا يعذَّبون بكفرهم وضلالهم فحينئذ إنما نقف أمام أحاديث صحيحة يصرح فيها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن فلاناً وفلاناً من أهل النار فلا يجوز أن يقال في هذه الحالة: بأن هذا ليس صحيحاً لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>