بعدهم عن لغتهم، وهذا مما أبعدهم عن فهم كتاب ربهم وسنة نبيهم، فهب أننا نحن العرب هنا فهمنا الإسلام فهماً صحيحاً، فلا نقنع بأننا نكفي نحن أن نعمل عملاً سياسياً، ونحرك الناس ونشغلهم بالسياسة عما يجب عليهم من الاشتغال بفهم الإسلام كما
قلنا آنفاً، ليس محصوراً بالعقيدة بل بالعبادة، وفي المعاملات وفي السلوك، أنا لا أعتقد أن هناك في الأرض الإسلامية العامة شعباً يعد الملايين يمكن أن يعتمد عليهم بأنهم فهموا الإسلام بهذه الأمور الثلاثة التي سبق ذكرها: عقيدةً، وعبادةً، وسلوكاً، ورُبوا على هذه التربية، لا أعتقد هذا موجود؛ ولذلك نحن ندندن دائماً وأبداً حول ونركز حول نقطتين أساسيتين، وكثير من إخواننا الحاضرين يعلمون ذلك حينما نقول: التربية، فإنما نعني من هذه التربية التربية القائمة على التصفية، فلا بد من الأمرين معاً، التصفية والتربية، فإن كان هناك نوع من التصفية فهو في العقيدة، وليس بصورة عامة، وفي شعب قد يعد الملايين، وإنما ذلك في أفراد منهم ضاعوا في هذا المجتمع الواسع، وليس لهم كلمة وليس لهم ما يجمعهم حتى يكونوا كتلة واحدة، بحيث يمكنهم أن يؤثروا في ذلك المجتمع الذي هو جزء من المجتمع الإسلامي الكبير، أعني شعباً من الشعوب، فقد يكون هناك أفراد فهموا الإسلام فهماً صحيحاً من كل الجوانب نفترض هذا وهذا بعيد جداً؛ لأني أعتقد أن فرداً بل ولا خمسة ولا عشرة ولا عشرين يستطيعون أن يقوموا بواجب التصفية، تصفية الإسلام مما دخل فيه في كل جوانب الإسلام من عقيدة من عبادة من سلوك من معاملة ما شابه ذلك، لا يستطيع أن ينهض بهذا الواجب أفراد قليلون خاصة في هذا المجتمع الذي يعد الملايين لا بد ما يكون هناك المئات من الدعاة الذين فهموا الإسلام فهماً صحيحاً، ثم قاموا بواجب تربية من حولهم، التربية هذه الآن مفقودة ولذلك سيكون للتحرك السياسي الآن آثار سيئة قبل تحقيق هاتين القضيتين الهامتين التصفية والتربية، هل