للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله كيانه فهل يقال أنه ليس داخل العالم وليس خارج العالم؟ كذلك لا يقال إذاً من هنا قال ابن تيمية رحمه الله: والمعطل يعبد عدما أي شيء لا وجود له, وقد قلنا في بعض مناسبات كثيرة أن حديث عمران بن حصين رضي الله عنه المروي في صحيح البخاري: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن العرش وعما خلق الله بعد العرش وعما كان قبل العرش فقال عليه الصلاة والسلام: «كان الله ولا شيء معه».

أي لا مخلوق, فإذاً هو كان ولا مخلوق ثم خلق العرش ثم خلق السموات والأرض فإذاً حينما خلق السموات والأرض كان الموجود بإيجاد الله إياه، لا شك ولا ريب أن الله والحالة هذه ليس في المخلوقات.

أما أن يقال أنه ليس خارج المخلوقات فهذا جحد لوجود الله عز وجل؛ لأنه كان ولا مخلوقات ولا أي عرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض ولا .. إلى أخره.

لذلك نحن نقول عاقبة التأويل هو التعطيل, لهذا يقول ابن تيمية:

المجسم يعبد صنماً, وهذا حرام بلا شك لأن الله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:١١).

والمعطل يعبد عدماً أي شيئاً لا وجود له, فآمِنوا بالله ورسوله على أساس من الفهم للآيات على الأسلوب العربي الذي كان عليه سلفنا الصالح أولاً مع الاحتفاظ بأن حقائق هذه الصفات وهذه الأسماء لا يعرفها إلا الله تبارك وتعالى.

مداخلة: شيخنا إذا سمحت بارك الله فيك كما الإثبات على أنه الإمام أحمد رضي الله عنه ورحمه الله تعالى يعرف ويفهم معنى {الرحمن على العرش استوى} عندما أثبت أن الله عز وجل فوق السماء بذاته سُئل وقيل له يا إمام: ماذا تقول في قول الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} (المجادلة:٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>