للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: منا.

الشيخ: منا، معناها شبهنا رب العالمين بنا، ومن هنا ضل المعتزلة وأمثالهم، كيف ذلك؟

مداخلة: أقول ...

الشيخ: اسمح لي، أنت لا تقول شيء، أنت اسمع فقط.

مداخلة: أريد أن أوضح بس وجهة نظري.

الشيخ: أنا سأوضح لك الآن, الله يهديك.

مداخلة: آمين.

الشيخ: وجهة نظرك تبينها قبل، وليس في أثناء الاستماع للجواب.

من هنا ضل المعتزلة وأمثالهم كيف؟ لما سمعوا: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١)، رأساً تبادر إلى ذهنهم أن سمعه كسمعنا، وبصره كبصرنا.

وكذلك قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (الفتح:١٠)، تبادر إلى أذهانهم أن يد الله كيد البشر .. إلى آخره.

{وَجَاءَ رَبُّكَ} (الفجر:٢٢) .. وينزل .. إلى آخره.

تبادر لأذهانهم من هذه الصفات التي وصف الله بها نفسه، أنها هي الصفات الموجودة عندنا، وهذه الصفات معناها أن الله شبَّه نفسه بعباده، والتشبيه باطل بداهة؛ لذلك هم قالوا ما دام أن في الآيات فيها تشبيه الخالق بالمخلوق، فالتشبيه باطل، إذاً: نحن نؤول الآيات ولا نقول بظاهرها حتى لا نقع بالتشبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>