الشيخ: طيب، نحن لا نزال في هذا الموضوع، فأرجو أن لا نشت عن موضوع إلى حديث ثالث، وأنا لا أقول هذا هرباً من البحث في الحديث الثالث، لا، لكل مقام مقال، ولكل دولة رجال، فالآن أعود لأقول: الضمير في هذا الحديث من حيث الأسلوب العربي يحتمل أن يعود إلى الخالق سبحانه وتعالى، وإلى المخلوق وهو آدم، صح أم لا، فهم تركوا الإعادة الثانية تمسكاً منهم بالإعادة الأولى: خَلَقَ الله، ولعلك تعلم مثلي أن العلماء يقولون: إذا احتمل رجوع الضمير إلى مضمرين اثنين فالأولى أن يعاد إلى الأقرب ذكراً، معروف هذا لديك.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فالأقرب ذكراً هو هنا في الحديث الله أم آدم؟
مداخلة: آدم.
الشيخ: خلق الله آدم على صورته. آدم، طيب، إذاً: فهنا فيه لفتة نظر مهمة من حيث الأسلوب العربي أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور، فإذا إنسان من أهل السنة والجماعة لسبب أو آخر أعاد الضمير إلى أقرب مذكور، وهذا أسلوب عربي، لماذا يقال: إنه جهمي؟ ممكن أن يقال: إنه جهمي إذا صدر هذا التأويل من جهمي فعلاً، أما إذا حصل من أهل السنة والجماعة فهذا لا ينبغي أن يتهم بأنه جهمي؛ لأنه أولاً هو في الأصل سني وليس بالجهمي، ثانياً: استعمل اللغة العربية، أنه يعود إلى أقرب مذكور، ثالثاً وأخيراً وهذا هو المهم: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً. إلى ماذا عاد الضمير الأول، هنا ضميران، لا شك أن الضمير الأول والثاني لا يمكن إدخال (قدقدة) بينهما، فأحدهما يعود إلى مضمر