للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلاً نحن قلنا آنفاً لو أن مشركاً مهما كان دينه قال: لا رب إلا الله، لا يدخل في الإسلام؛ لأنه آمن إيمان المشركين، وهو يجب أن يؤمن إيمان الموحدين، الموحدون حقاً يوحدون الله في ذاته، يوحدون الله في عبادته، لا يعبدون معه غيره، كما يفعل النصارى مثلاً؛ يعبدون عيسى -عليه السلام-، يوحدونه في أسمائه وفي صفاته، فإذا مسلم آمن بأن الله واحد في ذاته، كما كان المشركون يقتصرون على هذا التوحيد، ثم أضاف هذا المسلم إلى ذلك أنه يعبد الله وحده لا يعبد معه غيره، مثلاً: لعلك تسمع أن كثيراً من المسلمين الطيبين الصالحين إذا وقعوا في ضيق ينادون من؟ من يسمونه بـ «البدوي»، وبـ «سيدي عبد القادر»، ونحو ذلك من الأولياء والصالحين يدعونهم من دون الله، فهم يفعلون فعل الجاهلية الأولى، فإذاً قولهم: لا إله إلا الله، لم يفدهم، لم ينقذهم من الشرك؛ لأن الشرك ثلاثة أنواع كالتوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، من أنكر وجود الله كالدهريين مثلاً، هذا مشرك، أشرك عقله، ونفى وجود ربه، أما لو آمن بوجود الله وأنه خالق، ولكنه يعبد غيره، يعبد هواه، كما في الآية القرآنية؛ كيف الآية؟

مداخلة: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (الجاثية:٢٣).

الشيخ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} (الجاثية:٢٣) شايف؟ فإذاً هذا الذي أسلم وقال: الله في ذاته لا شريك له، هذا لا بد منه، ثم لا يعبد إلا الله -عز وجل-، ولكنه يعطي صفة من صفات الله لعبد من عباد الله ما يكون مؤمناً بـ لا إله إلا الله؛ لأن لا إله إلا الله تشمل هذه الأنواع الثلاثة؛ فمن آمن بالله واحداً في ذاته، واحداً في عبادته، واحداً في صفاته وأسمائه فهذا هو الذي يدخل الجنة، وهو الموعود بقوله: «من قال: لا إله إلا الله؛ دخل الجنة»، أو كما في الحديث الآخر: «نفعته يوماً من دهره»، أما الإخلال بشيء من هذا التوحيد الثالث وهو توحيد الأسماء

<<  <  ج: ص:  >  >>