للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: وأنا أقول لك ما هو يعني أبعد عن الناس، هؤلاء الفلكيون الذين يخبروننا قبل سنين بخسوف الشمس والقمر، هذا غيب نسبي، ولكن هل يستطيع أحد أن يقول: أنا أعلم ما في اللوح المحفوظ؟

الملقي: كيف؟!

الشيخ: هاه.

الملقي: كيف يعلم؟! ....

الشيخ: هاه، فإذا قال فلان يغيب، ويقرأ ما في اللوح المحفوظ؛ هل يكون شهد بـ: لا إله إلا الله، هل يكون آمن بكتاب الله: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل:٦٥)، نحن نعلم مع الأسف الشديد، لذلك قلت لك، وأنا لك ناصح أمين: أخشى على إسلامك أن يداخله شيء مما يفسد عليك إسلامك، مما قد تسمعه من بعض من يظن أنه مسلم وصالح وعالم، فنحن نعلم من الكتب ومن مشاركتنا ومخالطتنا بالناس أن كثيراً من هؤلاء المسلمين مع الأسف الشديد يعتقدون بأن بعض الأولياء والصالحين يعلمون الغيب، يعلمون الغيب، بالرغم من النصوص القاطعة في القرآن وفي السنة، وأنا تلوت على مسامعك الآن الآية الصريحة {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل:٦٥)، وهناك حديث في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مر بجوارٍ من الأنصار وهن يغنين، ويقلن فيما يقلن: وفينا نبيٌ يعلم ما في غد، فقال: «لا يعلم الغيب إلا الله، دعي هذا وقولي ما كنت تقولين»، هي قال: يعلم ما في غد، لعلك سمعت من بعض المشايخ أو الصوفيين أو الطرقيين أنهم يتناشدون في مجالسهم التي يسمونها بمجالس الذكر، يخاطبون النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقول البوصيري:

<<  <  ج: ص:  >  >>