للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: آه الكلام النفسي، معناها أنهم التقوا مع المعتزلة بأن الله لا يتكلم كلاماً مسموعاً، وأنت ذاكر معي قول الله -عز وجل-: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} (طه:١٢، ١٣)، هنا الشاهد، فاستمع لما يوحى، فالكلام النفسي لا يسمع، الآن أنا في صدري كلام أنت ما تسمعه.

الملقي: نعم

الشيخ: وأنت في صدرك كلام أنا لا أسمعه، لا يحسن لي أن أخاطبك أنت: اسمع لكلامي الذي في نفسي، وإنما قد أقول لك: افهم ما في نفسي. أما اسمع، هذا لا يقال، فكيف يؤول الكلام الإلهي المصرح في الآية عند الأشاعرة بأنه كلام نفسي، الله يقول: {فاستمع لما يوحى} إذاً هو كلام، أي كلام مسموع، لكن نحن كيف، لهاة وفم وأضراس وأسنان والخ، هذه أشياء نبرأ إلى الله من أن نخوض فيها، فإذاً الأشاعرة لما أولوا الكلام أثبتوا شيئاً لم يتعرض له القرآن، القرآن تعرض لإثبات العلم الإلهي، فإذا قلنا بالكلام النفسي وفسرناه بالعلم الإلهي فممكن أن يكون هذا كلام معقول، لكن هو العلم، ولماذا نسميه بالكلام النفسي تضليلاً.

في النهاية هم يقولون بأن القرآن هذا لم يصدر من الله -عز وجل-، وهذا خلاف عقيدة المسلمين جميعاً، والسبب أنهم وقفوا عند صفة الكلام فاختلفوا ثلاث مذاهب: المعتزلة صرحوا بأن الله لا يتكلم، أي: إنه وقعوا في شر ما منه فروا، الذي لا يتكلم هو الجماد، صح؟ فإذاً وصفوا الله -عز وجل- بالجماد؛ إذاً ما الحل؟ الحل إنكار وجوده وانتهت المشكلة كلها، فالمهم فالأشاعرة التقوا مع المعتزلة في إنكار الكلام الإلهي، وهذا يلزم منه يا أخا الإسلام إنكار عشرات

<<  <  ج: ص:  >  >>