فقد أعاده في مكان آخر. فقال (ص ٣٤) مقرونا بخطأ آخر: " حذاء القذة بالقذة "! كذا ضبطه بفتح القاف! وإنما هو بالضم (١). ونحو ذلك مما يدل على جهله بالسنة قوله (ص ٢٤٠): "يقول السلف: ليس الخبر كالمعاينة ".
وهذا حديث مرفوع رواه جماعة من الأئمة منهم أحمد عن ابن عباس مرفوعاً، وفيه قصة. وهو مخرج في " صحيح الجامع الصغير "(٥٢٥٠).
ومن أمثلة جهله بما يقتضيه المنهج السلفي أنه حشر (ص ٧٤) في زمرة التفاسير المعتبرة " تفسير الكشاف "، و" تفسير الفخر الرازي "، فهل رأيت أو سمعت أثريًّا يقول مثل هذا، فلا غرابة بعد هذا أن ينحرف عن السنة، متأثراً بهما ويفسر آية الربا تفسيراً مجازيًّا! وأما أخطاؤه الإملائية الدالة على أنه (شبه أمي) فلا تكاد تحصى، فهو يقول في أكثر من موضع:" تعالى معي "! وقال (ص ١٣١): " ثم تعالى لقوله تعالى "، وذكر آية. وفي (ص ١٢٩): " فمن المستحيل أن تفوت هذه المسألة هذان الإمامان الجليلان "! و (ص١٣٠). " أضف إلى ذلك أن الإمامين ليسا طبيبان "! فهو يرفع المنصوب مراراً وتكراراً.
وفي الختام أقول: ليس غرضي مما تقدم إلا إثبات ما أثبته الشرع من الأمور الغيبية، والرد على من ينكرها. ولكنني من جانب آخر أنكر أشد الإنكار على الذين يستغلون هذه العقيدة، ويتخذون استحضار الجن ومخاطبتهم مهنة لمعالجة المجانين والمصابين بالصرع، ويتخذون في ذلك من الوسائل التي تزيد على مجرد تلاوة القرآن مما لم ينزل الله به سلطاناً، كالضرب الشديد الذي قد يترتب عليه أحياناً قتل المصاب، كما وقع هنا في عمان، وفي مصر، مما صار حديث الجرائد والمجالس.
(١) وهو مخرج في " الصحيحة " من طرق بألفاظ متقاربة (٣٣١٢). [منه].