ننزل الآن إلى ما أنكرتم من القدر، القدر يشملهما أيضاً؛ لأننا قلنا أن القدر الإلهي وفق العلم الإلهي، فما في اختلاف بينهما من حيث أنه يكتشف الواقع على حقيقته يكتشفان الواقع على حقيقته قبل وقوعه، فمن هذه الحيثية القدر مطابق لماذا؟ للعلم الإلهي.
إذاً: أين الإشكال إذا كان ما قدره الله من القسم الأول فأنا لا أسأل عنه؛ لأني لا إرادة لي، كون واحد أسود فاحم قد يعير الأبيض بسواد بشرته مثلاً، لكن لا يعير؛ لأنه هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه.
لكن أنا إذا انحرفت أو شتمت أعير لماذا؟ لأنه من القسم الآخر.
مداخلة: في إرادة يعني؟
الشيخ: نعم في إرادة، فإذاً: ما هو الإشكال في إنكاركم القدر، والقدر يكتشف الواقع بقسميه؟!
نحن آنفاً ضربنا القسم الأول؛ لأنه واضح لا جدل فيه إطلاقاً وهو مفهوم لدى الجميع.
الآن نضرب مثلاً في أعمالنا نحن التي تصدر من جوارحنا: إنسان رمى عصفوراً فأصاب إنساناً فقتله هذا.