للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِيهِ دِلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ لَمْ يَنْهَ عَنْ بَيْعِ كُلَّ الْمِيَاهِ، إِنَّمَا نَهَى عَنْ بَيْعِ بَعْضِ الْمِيَاهِ.

وَأَمَّا مَاءُ السُّيُولِ الَّذِي يُسْقَى بِهِ الزَّرْعُ وَالأَشْجَارُ، فَقَدْ حَكَمَ النَّبِيُّ فِيهِ: أَنَّ الْأَعْلَى أَحَقُّ بِالسَّقْيِ مِمَّنْ هُوَ دُونَهُ، وَحَكَمَ أَنَّ لِلْأَعْلَى حَبْسَ الْمَاءِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ الْمَاءُ الجَدْرَ، وَإِلَى الكَعْبَيْنِ - إِنْ ثَبَتَ خَبَرُ عَمْرِو بن شُعَيْبٍ (١) - ثُمَّ يُرْسِلُهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَدْنَى مِنْهُ.

وَفِي هَذَا الخَبَرِ أَيْضًا دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلْمَرْءِ مِنْ جَارِهِ [إِلَّا] (٢) مَا فَضَلَ


= وتَابَعَه: شُعْبة بنُ الحَجَّاج: علَّقَه البُخاري في كتاب الوصايا، باب: إذا وقف أرضا أو بئرا، وَوَصَلَهُ الدارقطني في سننه (٤/ ١٩٩ - ٢٠٠) والبيهقي في الكبرى (٦/ ١٦٧) جَمِيعًا عنه عن أَبِي إِسْحَاق به مثله.
وخَالَفَهُمَا: يُونُس بنُ أَبِي إِسْحَاق، وإسرائِيلُ بنُ يُونُس، فَجَعَلاهُ عَن أَبي سَلَمَةَ بن عَبْدِ الرحمن: فقد أخرجه أحمد في المسند (١/ ٥٩)، وفي فضائل الصحابة (ص: ٧٥١)، والدارقطني في سننه (٤/ ١٩٨) من طريقِ يُونُس عَن أبي إسْحَاق عَن أبي سَلَمَةَ بن عَبْدِ الرَّحْمَن به نحوه.
وأخْرَجَه الدَّارقطني في السُّنَن (٤/ ١٩٨) عن إِسْرائِيلَ بن يُونُسَ عن أَبِي إِسْحَاق عن أَبي سَلَمَةَ بن عَبْدِ الرَّحْمن به.
قال الإمام الدارقطني في العلل (٣/ ٥٢): "قولُ شُعبةَ ومن تابعَه أشبهُ بالصَّواب".
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٥/ ٤٠٧): "لعَلَّ لأبي إسحاقَ فيه إسناديْن".
(١) أخرجه أبو داود (رقم: ٣٦٤١)، وابن ماجه (رقم: ٢٤٨٢)، ومن طريق أبي داود البيهقي في الكبرى (٦/ ١٥٤) من طريقِ الْمُغِيرَةِ بن عَبْدِ الرَّحمن عنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحمَنِ بن الحَارِثِ عن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ عَن أَبِيه عن جدِّه به.
وإسنادُه حَسَنٌ، وينظر: بيان الوَهَم والإيهام لابن القَطَّان الفاسي (٥/ ٢٩٧)، والتلخيص الحبير لابن حجر (٣/ ٦٦).
(٢) زيادةٌ يقتضيها سياق الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>