للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّبِيَّ قَالَ لِبَرِيرَةَ: (قَدْ مَلَكْتِ بُضْعَكِ فَاخْتَارِي) (١)، جَعَلَ اخْتِيَارَهَا أَنَّهَا مَلَكَتْ بُضْعَهَا، وَهَذِهِ العِلَّةُ مَوْجُودَةٌ إِذَا أُعْتِقَتْ تَحْتَ حُرٍّ كَوُجُودِهَا إِذَا أُعْتِقَتْ تَحْتَ عَبْدٍ.

وَدَلِيلُ الشَّافِعِيِّ: مَا رَوَاهُ عُرْوَةُ وَالقَاسِمُ عَنْ عَائِشَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ خَيَّرَ بَرِيرَةَ، وَكَانَ زَوْجُهَا عَبْدًا) (٢)، وَالحُكْمُ إِذَا نُقِلَ مَعَ السَّبَبِ، تَعَلَّقَ الحُكْمُ بِذَلِكَ السَّبَبِ،


= أوَّلِ الخبر، وهو نادِرٌ، فإنَّ الأكثَرَ أَن يَكُونَ في آخرِهِ، ودُونَهُ أن يقَعَ فِي وَسَطه، وعلى تقدِير أَن يَكُون موصُولًا، فتُرجّح رواية من قال: كان عَبْدًا بالكثرة"، وينظر فتح الباري (٩/ ٤١٠ - ٤١١).
وأسند البيهقيُّ في الكبرى (٧/ ٢٢٤) إلى إبراهيم بن أبي طَالِبٍ قوله: "خالف الأسودُ بنُ يزيد النَّاسَ في زوج بريرةَ، فقال: إِنَّه حُرٌّ، وقال النَّاس: إِنَّه عَبْدٌ"، ثُمَّ نَقَل عن الدارمي قوله: "سَمِعْتُ عَلِيَّ بن المديني يقول لنا: أَيُّهُمَا تَرَون أثبتُ؟ عُرُوة أَو إِبْراهيم عن الأسود؟، ثُمَّ قال عليٌّ: أهلُ الحجازِ أثْبَتُ".
قال البيهقي (٧/ ٢٢٥): يُريدُ عَليّ رِوايةَ عُروة وأمثاله مِن أهلِ الحِجاز أصحُّ مِن رِوَايَة أهلِ الكوفَة".
وينظر: البدر المنير (٧/ ٦٤٣) فما بعدها.
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ١٨٩) من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن داود بن أبي هند عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِبَرِيرَةَ (اذْهَبِي فَقَدْ عُتِقَ مَعَكِ بُضْعُكِ)، وهذا إسنادٌ مُرْسَل.
وقد وصَلَه الدَّارقطني في السنن (٣/ ٢٩٠) من طريق محمد بن إسحاق عن أبانَ بن صَالح عن هِشَامٍ بن عُرْوَة عن أبيه عَن عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ الله قال: فَذَكره بنحوِه، وفي إسنادِه: ابن إِسْحَاق، وقَدْ عَنْعَنه.
وينظر: نصب الراية للزيلعي (٣/ ١٩٨)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر (٢/ ٦٣).
(٢) وقَعَ فِي المَخْطُوطِ: (وكَان زَوْجُها حُرًّا)، وهُو خَطَأ، والحديث أخرجه مسلم (رقم: ١٥٠٤) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة به، ومن طريق سِمَاك عن عبد الرحمن بن القاسم عنها به.
قال الدراقُطني في العِلل (١٥/ ٨٠ - ٨١) - بعْدَ ذِكْره جماعَةً من الرُّواةِ وَافَقَوا عُرْوَة والقَاسِم عن عَائِشَةَ : "وكُلُّ هَؤُلاء قَالُوا فِي أَحَادِيثِهِم: إِنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا، وَرَوَى هَذا الحَدِيثَ=

<<  <  ج: ص:  >  >>