للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلِهَذَا الْمَعْنَى [تُقْبَلُ] (١) النِّيَّةُ بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَإِنْ نَوَى حَسَنَةً فَإِنَّهُ يُجَازَى عَلَيْهَا، وَلَوْ عَمِلَ حَسَنَةً بِغَيْرِ نِيَّةٍ وَقَصْدٍ [ … ] (٢) لَمْ يُجَازَ بِهَا.

فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَ اللهُ لَهُ وَاحِدَةً، وَمَنْ عَمِلَهَا كَتَبَ لَهُ عَشْرًا) (٣).

وَرُوِيَ أَنَّهُ أَيْضًا قَالَ: (نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ) (٤)، وَفِي رِوَايَةٍ: (أَبْلَغُ مِنْ عَمَلِهِ) (٥)، فَالنِّيَّةُ فِي الحَدِيثِ الأَوَّلِ دُونَ العَمَلِ، وَفِي الثَّانِي خَيْرٌ مِنَ العَمَلِ؟


(١) مطموسٌ في المخْطُوط، والاستدراك من الكواكب الدراري (١/ ٢١)، فقد نقلَ هَذِه العِبَارة.
(٢) بَيَاضٌ في المخْطُوط.
(٣) أخرجه البخاري في مواطن من صحيحه، منها (برقم: ٦٤٩١) ومسلم في صحيحه، (رقم: ١٣١) عن ابن عَبَّاسٍ .
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (٦/ ١٨٥)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٥٥) من طريق حاتم بن عبَّاد الحرشي ثنا يحيى بن قيس الكندي ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسُولُ الله فذكره.
قال أبو نُعَيم: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِن حَدِيثِ أَبي حَازِمٍ وَسَهْلٍ، لَمْ نَكْتُبْه إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ".
قلت: فيه حَاتم بنُ عَبَّاد؛ قال فيه الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٦١): "لم أرَ مَن ذَكَر له ترجمة"، وَفِيهِ أَيْضا: يَحْيى بنُ قَيْس، قال فيه الحافظ في التقريب: مستور.
وله طرقٌ أخرى أَخرجها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٩/ ٢٣٧) من طريق سُلَيمان النَّخَعي عن أبي حازم عنه به، وسُليمان النَّخَعي هذا قال فيه الحَافِظ: ضعيفٌ، وللحديثِ شَاهِدَان ضَعِيفَان:
أحدهما: حديث أنسٍ الذي أشَارَ إليه التَّيميُّ في الرِّوَاية الثانية - وسَيَأتي. والثاني: حديث النَّوَّاس بن سَمْعَان : أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (١/ ١١٩)، وفي إسنادِهِ بَقِيَّة بنُ الوَلِيد: كثيرُ التَّدليس عن الضُّعفاء، وقد عنعنه.
والحديث ضَعَّفه السَّخاوي كما في المقاصِد الحَسَنَة (ص: ٧٠٢)، والسُّيوطي في تدريب الراوي (٢/ ١٧٥)، والألباني في الضَّعيفَة (رقم: ٢٢١٦).
(٥) أخرجه أبو الشيخ في الأمثال في الحديث (رقم: ٥٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥/ ٣٤٣)،=

<<  <  ج: ص:  >  >>