للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وَفِي يُوعَدُونَ دُمْ حُلاً وبِقَافَ دُمْ … وَثَقَّلَ غَسَّاقاً مَعاً شَائِدٌ عُلَا

{يُوعَدُون} (١) لأنَّ قبله: {وعِنْدَهُم} (٢)، وتوعدون أيها المؤمنون، أو المتقون، والغَسَاق والغَسَّاقُ ما غَسَقَ مِنْ صديد أهل النار من غَسَقِ الدَّمْعِ إذا سَال فَسَمَّى الله/ تعالى الصديد: غَسَاقاً وغسَّاقاً لسيلانه، ويجوز أن يكون (غَسَّاقٌ) صفةً، لأنَّ فَعَّالاً في الصفات أكثر أي: شرابٌ غَسَّاقٌ أي: سيَّال، ويكون غساق اسماً لأنَّ فَعَالاً في الأسماء أكثر كعذابٍ ونكالٍ.

وقال بعض أهل العربية في تفسيره (٣): إنه الشديد البرد الذي يحرق من برده كما يحرق الحميم من حَرِّهِ.

وقيل: لو قَطَرَتْ منه قَطْرَةٌ في طَرَف الدنيا لَنَتَّنَتْ الطَّرَفَ الآخَرَ، وقيل: الغساق تُرْكِيٌّ تكلمت به العرب، وهو بلسانهم الشديد البرد والنَّتَن، رُوِي أنهم يدخلون وادياً فيه من الزمهرير ما يُمَيِّزُ بعضَ أوصالهم من بعضٍ. اللهم أعِذْنا من سخطك وعذابك.

٣ - وَآخَرُ لِلْبَصْرِى بِضَمٍّ وَقَصْرِه … وَوَصْلُ اتَّخَذْنَاهُمْ حَلَا شَرْعُهُ وِلَا

{وأُخَر} (٤) أي: وعقوباتٌ أُخَر من شَكْلِ المذكور، {أزواج} (٥) أنواع، (وآخَرُ) أي: وعذاب آخر، و (أزواج) صفة لآخر، لأنه ضروب، أو (أزواج) صفة لحميمٌ وغساق وآخر.


(١) الآية ٥٣ من سورة ص.
(٢) الآية ٥٢ من سورة ص.
(٣) ذكره ابن جرير الطبري في تفسيره ٢١/ ٢٢٧.
(٤) الآية ٥٨ من سورة ص.
(٥) الآية ٥٨ من سورة ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>