للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما أبو علي (١) فقال: «إنَّ الضم والكسر يحتمل الأمرين» يعني التقطيع والإمالة، وقال غيره الكسر بمعنى القطع والضم بمعنى الإمالة.

٨٠ - وجُزْآً وَجُزْءٌ ضَمَّ الاِسكَانَ صِفْ … وَحَيْثُمَا أُكْلُهَا ذِكْرَاً وفي الغَيْرِ ذُو حُلا

قوله: «صف» أي: اذكر بمعنى أنَّ ذلك مما ينقل عن العرب، وقد حكى الأخفش عن عيسى بن عمر أنَّ كل اسم أوله مضموم على ثلاثة أحرف ففيه لغتان:

الثقيل والخفيف نحو: اليسر والعسر والأصل في ذلك الضم والإسكان تخفيف وكذلك في البقرة وفي الحجر {جُزْء مَقْسُوم} (٢)، وفي الزخرف {وجَعَلُوا له من عِبَادِهِ جُزأً} (٣)، وأكلها إسكانه أيضاً وضمُّه لغتان.

وقوله: «وحيثما أكلها» يريد حيثما وجدته في القرآن صف ضمه ذكراً كأنه قال: «ضم الإسكان صف» وصف ضم إسكان أكلها حيث ما وقع ذكري وذكراً يجوز أن يكون منصوباً على المصدر لأنَّ الواصف مذَكَّر فكأنه قال: ذكر ذكراً، ويجوز أن يكون حالاً أي: ذا ذِكْرٍ أي: مذكر، ويجوز أن يُرفع على خبر الابتداء أي: هذه ذكر، ويجوز أن يكون مفعولاً من أجله أي: صفة من أجل الذكاء.

«وفي الغير» يعني في غير أكلها وهو ماجاء من لفظه نحو: أكل والأكل وأكله «ذو حلا» أي: الضم ذو حلا لأنَّ المضاف منه ليس بمضافٍ إلى ضميرٍ مؤنثٍ مخفف وغير المضاف منه خفيف فحَسُن فيه الضم، وكذلك أسكن أبو عمروٍ أكلها خاصة، والأصل الضم والإسكان خفيف، أو هما لغتان.


(١) الحجة ٢/ ٣٩٣.
(٢) الآية ٤٤ من سورة الحجر.
(٣) الآية ١٥ من سورة الزخرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>