للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَيْفِ} (١)، ولم يدغم الذال إلا في الصاد والسين كقوله: {مَااتَّخَذَ صَاحِبَةً} (٢)، {واتَّخَذَ سَبِيلَه} (٣)، والعلة التقارب.

١٩ - وفي اللاَّمِ رَاءٌ وَهْيَ في الرَّا وأُظْهِرَا … إِذَا انْفَتَحَا بَعْد المُسَكَّنِ مُنْزِلا

٢٠ - سِوَى قَالَ ثُمَ النُّونُ تُدْغَمُ فِيهِمَا … عَلَى إِثْر تَحْرِيكٍ سِوَى نَحْنُ مُسْجَلا

التقارب علة إدغام اللام والراء، وعلة إظهارهما إذا انفتحتا وسكن ما قبلهما وجود الخِفَّة الحاصلة بالفتح والسكون مثل: {رسُولَ رَبِّهم} (٤)، و {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا} (٥)، وإنما أدغم {قَالَ رَبِّ} (٦) مع وجود ما يقتضي الإظهار، لأنَّ الساكن فيه ألف وهي لقوة المد فيها تقوم مقام حركة، وإنما كان المد فيها أقوى منه في الواو والياء، لأنَّ الحركة قبلها لازمة وهي قبلها متغيرة، ولهذا جاز أن تجعل الهمزة بعدها بين بين كما تجعل بعد المتحرك نحو {سائل} (٧)، و {جاءك} (٨)، و {هاؤم} (٩).

فإذا كانت الحركة قبل الواو والياء من جنسهما أعطيتا حكمها وشبهتا بها ولم يجز جعل الهمزة بعدهما بين بين لتقدير السكون الخالص فيهما، فلو جعلتها بعدهما بين بين لكنتَ كالجامع بين ساكنين، لأنَّ بين بين تقريب من


(١) الآية (٢٤) من سورة الذاريات.
(٢) الآية (٣٠) من سورة الجن.
(٣) الآية (٦٣) من سورة الجن.
(٤) الآية (١٠) من سورة الحاقة.
(٥) الآية (٦٧ - ٦٨) من سورة الأحزاب.
(٦) الآية (٤٠) من سورة آل عمران وغيرها.
(٧) الآية (١) من سورة المعارج.
(٨) الآية (١٢٠) من سورة البقرة. وغيرها.
(٩) الآية (١٩) من سورة الحاقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>