للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«واقرأ ثلاثاً» {أقرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، و {اقْرَأْ ورَبِّكَ الأكْرَمُ} (١)، ثم ذكر الضرب الثالث، والرابع في هذا البيت فقال:

٦ - وتُؤْوي وتُؤْوِيهِ أَخَفُّ بِهَمْزِهِ … وَرِئْياً بِتَرْكِ الهَمْزِ يُشْبِه الامْتِلا

{وتُئوِي إليكَ مَنْ تَشَآء} (٢)، {وفَصِيلَتِهِ التي تُئْوِيهِ} (٣) فهذا بالهمز أخفُّ منه بالتسهيل، وريِّاً بترك الهمز يشبه الرِّي، وهو الامتلاء بالماء، ثم ذكر الضرب الخامس وهو ما يخرج بتسهيله إلى لغةٍ أخرى فقال:

٧ - ومُؤْصَدَةٌ أَوْصَدَتُ يُشْبِه كُلُّهُ … تخيَّرَهُ أَهْلُ الأَدَاءِ مُعَلِّلا

معنى قوله: «تخيره أهل الأداء معللا»، وهو قول أبي عمروٍ في التيسير: أن ابن مجاهدٍ كان يختار تحقيق الهمزة في ذلك كلِّه من أجل تلك المعاني وبذلك قرأت (٤). اهـ

وقد تضمنت كتب الأئمة ابن غلبون، والطرسوسي، والنقاش، والمكي، والمهدوي وغيرهم أنَّ السوسيَّ وغيره روى عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يترك كل همزةٍ ساكنةٍ في جميع القرآن إلا في خمسة وثلاثين موضعاً فإنه خالف أصله فيها فهمزها، وإن كانت ساكنةً، وفي هذا الموضع إشكال يحتاج إلى بيان.

فاعلمْ أنَّ أبا عبد الرحمن حكى عن أبيه، عن أبي عمروٍ أنه كان إذا قرأ لم يهمز ما كانت الهمزة فيه مجزومة، وكذلك روى محمد بن شجاع،


(١) الآيتان (١، ٣) من سورة العلق.
(٢) الآية (١٥) من سورة الأحزاب.
(٣) الآية (١٣) من سورة المعارج.
(٤) التيسير ص/ ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>