للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشبه في هذه اللغة بألف التثنية وبالياء في غلامي وهي أيضاً على قياس إسكان الميم في عليكم لأنَّ الميم والهاء ضميران فكما جاز حذف صلة الميم وإسكانها، وهي لغة فاشية جاز ذلك في الهاء، ووجهٌ ثانٍ وهو أنَّ الياء لما حُذفت فيه للجزم وسَدَّت الهاء مَسدها وحصلت في مكانها أُسكنت تنبيهاً على ذلك، وهي تبدل من الياء كما قالوا: هذه والأصل هذي، ووجهٌ ثالثٌ وهو أنها وُصِلَت بنية الوقف.

٤ - وعَنْهُمْ وعَنْ حَفْصٍ فَالْقِه ويتَّقِه … حَمَى صَفْوَه قَوْمٌ بِخُلْفٍ وَأنْهَلا

يعني أنَّ حفصاً وافقهم على {فَأَلْقِه إِلَيْهِمْ} (١)، فأسكن الهاء على ماسبق، وأما قوله تعالى: {وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقِه} (٢) فحمى صفوه قوم لأنهم احتجوا له بخلفٍ أي: بحجج مختلفة قد ذكرتها فافهمها موفقاً إن شاء الله تعالى.

هذا من جهة الظاهر، وأما الخلف في الباطن فمعناه أنَّ الحافظ أبا عمروٍ قال: قرأت على أبي الفتح لخلادٍ بإسكان الهاء، وعلى أبي الحسن بكسرها وصلتها بياء، وكذلك رأيته أنا في كتابي أبي الفتح وأبي الحسن [والهاء في «صفوه» تعود على يتقه أي: صفو الإسكان فيه وأنهل أي: رَوِيَ] (٣).


(١) الآية (٢٨) من سورة النمل.
(٢) الآية (٥٢) من سورة النور.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>