للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُسْنَاً} (١) أي: بجميع معاني الحُسْن من القول والفعل، وهاهنا أمرهم باستعمال الحَسَنِ من القول دون غيره من معاني الحُسْن التي تكون بغير القول ولا يُلْتَزم قولُ مَنْ ليست التفرقة إليه.

وقد أشار بقوله: «واحسُن مِقولا» إلى هذا القول أي: لا تقل بهذا القول وقل بالذي تقدَّم من تصويب القراءتين والتسوية بينهما في المعنى.

٢١ - وتَظَّاهَرُونَ الظَّاءُ خُفِّفَ ثَابِتَاً … وَعَنْهُمْ لَدَى التَّحْرِيمِ أَيْضَاً تَحَلَّلا

الأصل تتظاهرون فمن شدَّد أدغم التاء في الظاء لقرب المخرج، ومن خفف حذف إحدى التاءين لاجتماعهما.

قال سيبويه (٢): المحذوفة الثانية لأنَّ الأولى تدل على المضارعة فلو حذفت لذهبت دلالتها، وقال الكوفيون: الأولى هي المحذوفة لأنها زائدة.

و «ثابتاً» نصوب على الحال إن خفف الظاء في حال ثبوته لأنَّ التخفيف قد يكون بالحذف، أو خفف تخفيفاً ثابتاً، وتحللا من الحلول وتحلل مع لفظ التحريم حسنٌ.

٢٢ - وَحَمْزَةُ أَسْرَى فِي أُسَارَى وَضَمُّهُم … تُفَادُوهُمُ والمَدُّ إِذْ رَاقَ نُفِّلا

«أسرى» جمع أسير لأنه فعيل بمعنى مفعول، وما كان كذلك فجمعه فَعْلَى كقتيل وقتلى، وجريح وجرحى.

وأما أسارى فقيل: هو جمع أسير أيضاً كما قالوا: شيخ قديم وشيوخ قُدَامى، وقيل: هو جمع أسْرَى، وكان الأصل أسارى فضمت الألف كما قالوا: كُسَالى وكَسَالى، وسُكَارى وسَكَارى.


(١) الآية ١٥ من سورة البقرة.
(٢) الكتاب ٤/ ٤٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>