للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - مَعَ الكَهْفِ وَالإسْرَاءِ يَبْشُرُكَمْ سَمَا … نَعَمْ ضُمَّ حَرِّكْ وَاكْسِرِالضَّمَّ أَثْقَلا

يقول: فيبشر هاهنا في آل عمران وهو موضعان يبشرك، ويبشرك مع الكهف والإسراء (١) «ضُمَّ» يعني في الياء «حَرِّك» يعني افتح يريد افتح الباء، لأنَّ التحريك إذا جرى غير مقيَّد فهو الفتح وضدُّه الإسكان.

«واكسر الضم» يعني في الشين وقيَّدَه بقوله: «اكسر الضم»، ولو قال: واكسر. وسكت لكان ضدُّه الفتح، فلذلك قيَّدَه.

«أثقلا» أي: في حال ثقله، وكم هاهنا خبرية أي: سما سمواً كثيراً.

وقوله: «نعم» قدَّرَ أنَّ قائلاً قال له لما ذكر يبشر في السور الثلاث وأثنى عليه:/ ما شأنه؟، فقال: «نعم ضُمَّ حَرِّك واكسِر الضمَّ أثقلا»، وإنما أشار إلى قوَّةِ التشديد وسُمُوِّه لشهرته عن إنكار المنكرين، كما قال أبو حاتمٍ في التخفيف: لا نعرف فيه أصلاً نعتمد عليه؛ وأنكره.

وأيضاً فإنهم أجمعوا على تشديد {فَبَشِّر عِبَاد} (٢)، وعلى {فَبَشَّرَه بِمَغْفِرة} (٣)، وعلى {فَبَشَّرْنَاها بإسْحَاق} (٤)، و {فبَشَّرْنَه بِغُلام} (٥)، وعلى {فَبَشِّرْهُم بعذاب} (٦) إلى غير ذلك، وهو أكثر استعمالاً في الكلام وأيسر، والذي قاله أبو حاتم ليس بصوابٍ.


(١) الموضع في الإسراء [٩] والكهف [٢] وهما {يبشر}. انظر: التيسير ٨٧.
(٢) الآية ١٧ من سورة الزمر.
(٣) الآية ١١ من سورة يس.
(٤) الآية ٧١ من سورة هود.
(٥) الآية ١٠١ من سورة الصافات.
(٦) الآية ٣٤ من سورة التوبة وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>