للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تكون (ما) وحدها اسماً و (ذا) بمعنى الذي وينصب على معنى قل: أنفقوا العفو.

وأما قراءة البزي {لأعْنَتَكُم} (١) فروى أبو ربيعة وابن الحباب لأعنتكم بتليين الهمزة ونصَّ عليه البزي في كتابه، وقد تقدَّمت علة تسهيل الهمز وما أريد بذلك من طلب الخفة وكيفية التليين، وروى الخزاعي وابن هرون عنه الهمز المحض، وفي قراءته هذه جمع بين اللغتين.

٦٦ - وَيَطْهُرْنَ فِي الطَّاءِ السُّكونُ وَهَاؤُهُ … يُضَمُّ وَخَفَّا إِذْ سَمَا كَيْفَ عُوِّلا

أشاربقوله: «إذ سما» إلى ردِّ قول من رجح عليه قراءة التشديد مثل أبي عبيد وغيره، ومعنى قوله: «إذ سما كيف عُوِّلا» أي: ارتفع في الجودة والحسن كيف عُوِّل في التأويل، لأنَّ يطهرن بالتخفيف يحتمل أن يراد به انقطاع الدم؛ فيكون التقدير على هذا على رأي من لا يجيز الوطء إلا بعد الغسل حتى يطهرن ويتطهرن بالماء، ويدل على ذلك قوله {فإذا تَطَهَّرْنَ} (٢)، وهذا كما تقول: لا تكلم زيداً حتى يجلس فإذا طابت نفسه فكلِّمه أي: فإذا جلس وطابت نفسه فكلِّمه؛ فهذا وجه قد سما فيه عند مَنْ عوَّل عليه، وأبو حنيفة يجيز الوطء من غير اغتسال إذا انقطع الدم لأكثر مدة الحيض عنده وهو عشرة أيام.

وأباح الأوزاعي وطأها بعد انقطاع الدم إذا غسلت فرجها، وكذلك يقول مجاهد إذا توضأت وأصحاب هذه الإباحة يحتجون بظاهر اللفظ،


(١) الآية ٢٢٠ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٢٢٢ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>