للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤ - وإنْ يَكُنَ أنِّثْ كُفْؤَ صِدْقٍ ومَيْتَةٌ … دَنَا كَافِيَاً وافْتَحْ حِصَادِ كَذِي حُلا

٤٥ - نَمَا وسُكُونِ المَعْزِ حِصْنٌ وأنَّثُوا … يَكونُ كَمَا في دِينِهِمْ مَيْتَةٌ كَلا

اتفق أبو بكرٍ وابن عامرٍ على تأنيث (تكن) إلا أنهما مختلفان في المعنى، لأنَّ أبا بكرٍ مع التأنيث ينصب (ميتة)، والتقدير على قراءته وإن تكن الأجنة ميتةً، وأما ابن عامرٍ فإنه يرفع الميتة، فتكون (كان) في قراءته تامةً بمعنى الحدوث والوقوع، وكذلك ابن كثير في قراءته (يكن) ورفع الميتة هي على ذلك بمعنى الحدوث والوقوع.

ومن قرأ (يكن) ونَصَبَ (الميتة) فالتقدير: وإن يكن ما في بطونها ميتة، «وكف صدق» منصوبٌ على الحال من الفاعل في [أنَّث، وكافياً منصوبٌ على الحال من الفاعل في] (١) دنا.

والحَصاد والحِصاد واحِدٌ، وهما لغتان كالجَداد والجِداد، والصَّرام والصِّرام، والكسر عند سيبويه (٢)، هو الأصل، قال الفرَّاء (٣): هو لغة أهل الحجاز، والفتح لنجدٍ وتميمٍ.

ومعنى قوله: «كذي حلى نما» أنك تتزين بقراءة الفتح لفصاحتها، ومعنى نما انتشر واشتهر يعني الفتح، وإنما عنى بذلك قول أبي عُبيد: هي أحبُّ القراءتين إليّ للفخامة.

وإن كانت الأخرى فاشيةً غير مدفوعةٍ وإنما قال: «وسكون المعز حصن» لسلامته مما أورد على القراءة الأخرى وإن كان غير صحيح، وذلك أنَّ أبا عُبيد اختار السكون، وقال: هو في العربية أقيس، قال: لأنها على مثال الضأْن، وليس يختلف الناس/ في أنَّ عين الفعل من الضأن مجزومة، قال: وكذلك المعز.


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ع) و (ش).
(٢) الكتاب ٤/ ١٢.
(٣) لم أجد في معاني القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>