للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو قال: ورفع الراء للزم من ذلك أن تكون القراءة الأخرى بالنصب وهي بالفتح فقال: وضمُّ الرَّاء لأنَّ الأخرى بالفتح.

وقوله: «تُضَارَرْ» اختلف فيه فقيل: أصله تضارَرْ وكذلك هو في قراءة ابن مسعود وإليه ذهب الفرَّاء وغيره، وفي قراءة ابن عباس تضارِرْ وإليه ذهب الزجَّاج (١)؛ فقال أبو القاسم شيخنا رحمه الله: تُضَارِرْ وتُضَارَرْ ذاهباً إلى تصويب المذهبين جميعاً، و (والدَةٌ) على ذلك مفعولةٌ لما لم يُسَمَّ فاعِلُه، وعلى القول الآخر فاعلة؛ فَمَنْ فَتَحَ فمعناه لاتُمْنَعُ من إرضاع ولدها وهي راضيةٌ بما رضي به غيرُها ولايمنع من نفقته، وعلى الكسر تكون فاعلةً ومعناه لا تتعدَّى في طلب ماليس لها من الأجر ولاتُضَارِر بالامتناع من الإرضاع، ولامولودٌ له داخلٌ في حكم ماقبله على المعنيين.

وقوله: «وذو جلا» أي: وذو انكشاف وظهُور.

٦٨ - وَقَصْرُ أَتَيْتُمْ مِنْ رِبَاً وَأَتَيْتُمُو … هُنَا دَارَ وَجْهَاً لَيْسَ إِلا مُبَجِّلا

يقال: أتى إليه إحساناً بالقصر أي: فعل ذلك ومنه قوله تعالى: {إنَّه كَانَ وعدُهُ/ مَأْتِيَّاً} (٢) أي: مفعولاً؛ ومَنْ قرأ {آتيتم} بالمد فمعناه أعطيتم، وحقيقته إذا سلمتم إليهن ما أردتم إعطاءه، وهو كقوله تعالى: {إذا قُمْتُم إِلى الصَّلوة} (٣).

وقوله: «دار وجهاً» في دار ضمير يعود على أتيتم، ووجهاً منصوبٌ على التمييز، واسْمُ ليس مستتر وهو يعود على الوجه والمبَجَّل الموقر، وأشار


(١) معاني القرآن للزجاج ١/ ٣١٣.
(٢) الآية ٦١ من سورة مريم.
(٣) الآية ٦ من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>