للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى: أنَّ مقطعه مسك يعني: أنه إذا نفد ما في الكأس انختم بريح المسك، أو الذي يختم به مسك.

٨ - يُصَلّى ثَقِيلاً ضُمَّ عَمَّ رِضاً دَنَا … وَبَا تَرْكَبَنَّ اضْمُمْ حَياً عَمَّ نُهَّلَا

{يُصَلَّى} (١) أي: يلزم عذابها، وقوله تعالى: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} (٢)، و {تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} (٣) دليلٌ على {يُصلَّى}، وقوله: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا} ونحوه دليلٌ على {يصلى}. لتركَبَنَّ أيها الإنسان، ولتركَبُنَّ لأنَّ المراد بالإنسان الجنس أي: حالاً بعد حالٍ، كل واحدةٍ مشبهة للأخرى مطابقة لها في الشدة والهول، والطبق ماطابق الشيء يقال: هذا طَبَقٌ لهذا أي: مماثل له وموافق، ومنه قيل للغطاء: طبق، و {عَنْ طَبَقٍ} (٤) في موضع نصب صفة لطبقاً أي: مجاوزاً لطبق، أو حالٌ من الضمير في لتركبنَّ أي: مجاوزاً، أو مجاوزين على حسب القراءة، ونُهَّلٌ جمع ناهل.

٩ - وَمَحْفُوظٌ اخْفِضْ رَفْعَهُ خُصَّ وَهْوَ فِي الْـ … ـمَجِيدِ شَفَا وَالْخِفُّ قَدَّرَ رُتِّلَا

المجيد بالرفع خبر، وهو خبر رابع، والمجيد بالخفض نعت للعرش، ومجدُ الله عظمته، ومجدُ العرش عِظمه، ومحفوظ بالرفع القرآن، وبالخفض اللوح.

ومعنى «خُصَّ» أي: خص اللوح بذلك، لأنَّ النعت يخصص النكرة، وهو في المجيد شفا، لأنَّ الله سبحانه أخبر أنه ذو العرش، فلا بد أن يكون العرش عظيماً ذا شأن، والمجيد بالرفع خبر بعد خبر، وقدر يكون من القدرة، وبمعنى التقدير، وقد سبق في المرسلات.


(١) الآية ١٢ من سورة الانشقاق.
(٢) الآية ٣١ من سورة الحاقة.
(٣) الآية ٩٤ من سورة الواقعة.
(٤) الآية ١٩ من سورة الانشقاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>