للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {أتَّخَذْنَاهم} (١) بوصل الهمزة على أنه صفة لرجالاً، ولذلك {كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنْ الأَشْرَارِ} (٢) صفة أيضاً، و (أم) بعده منقطعة على معنى: بل أزاغت عنهم الأبصار أي: مالنا لا نراهم في [النار] (٣) بل أزاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم فهم فيها، وقد خفي مكانهم علينا.

ويجوز أن تُقَدَّر همزة الاستفهام محذوفة لدلالة (أم) عليها فيتحد معنى القراءتين، ومَنْ قطع الهمز جعلها للإنكار، أنكروا على أنفسهم اتخاذهم سخرياً، وزيَّغَ أَبَصَارَهُم عنهم في الدنيا، وإليه ذهب الحسن، قال: كل ذلك قد فعلوا اتخذوهم سخرياً وزاغت أبصارهم عنهم محقِّرَة.

ويجوز أن تكون (أم) منقطعة/ على ما ذكرته أولاً كقولك: أزيدٌ عندك أم عمرو على معنى: بل أعندك عمروٌ؟.

و «ولا» بالكسر وقد سبق معناه.

٤ - وَفَالْحَقُّ فِي نَصْرٍ وَخُذْ يَاءَ لِي مَعاً … وَإِنِّي وَبَعْدِي مَسَّنِي لَعْنَتِي إِلى

{قال فالْحَقُّ} (٤) الرفع على وأنا الحق، أو فالحق مني، أو فالحق لأملأن جهنم على أنَّ {لأملأنَّ} (٥) خبر الابتداء، وفالحق قَسَمِي، {والحقَّ أَقُول} انتصب بأقول، أو مَنْ نصب «فالحق» فَعَلَى القسم كقولك: اللهَ لأفعلن لمّا حُذِفَ الجارُّ تَعَدَّى الفعل فنصب كقوله (٦):


(١) الآية ٦٣ من سورة ص.
(٢) الآية ٦٢ من سورة ص.
(٣) قوله: [النار] في (ع) التأويل.
(٤) الآية ٨٤ من سورة ص.
(٥) الآية ٨٥ من سورة ص.
(٦) لم أقف على قائله، وتمامه: «تؤخذ كرهْاً أو تجيء طائعاً»، وهو في الكتاب ١/ ١٥٦، والخزانة ٢/ ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>