للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير يتساويان فيكون المد فيهما بمقدار ألف على مذهبه في القصر وترك الفصل والتسهيل، وعلى مذهب ابن ذكوان والكوفيين تكون الأولى بقدر ألفين، والثانية تسقط لأنهم يحققون ولا يفصلون. انتهى كلامه.

وكان شيخنا رحمه الله يرى في هذا الضرب بمدتين: طولي لورش وحمزة ووسطي لمن بقي، ويقول: هذه الرتب في المد لاتتحقق لأنَّ ذلك يؤدي إلى مالايجوز من الطول والقصر، ولأنَّ المد لكل فريق ممن ذكر لا يعلم عينُه وحده فيأتي به القارئ لمن نسب إليه في كلِّ مرة من غير زيادة ولا نقصان، وإذا امتنع على ذلك ثبت أنَّ ذِكْر ذلك تنبيه على ما يؤثر القراء في مذاهبهم مِنْ حَدْرٍ أوتحقيقٍ كما ذكر أبو عمرو.

٢ - فَإِنْ يَنْفصِلْ فَالقَصْرُ بَادِرْهُ طَالِبَاً … بِخُلْفِهِمَا يُرْوِيكَ دُرَّاً ومُخْضَلا

أشار بقوله: «بادِره طالباً بخلفهما» إلى استحسانه للفرق بين مايلزم فيه المد ولايزول بحال وبين ماهو بصدد الزوال لأنه/ إذا وقف على الكلمة الأولى زال المد، وأشار أيضاً إلى الفرق بين ماهومن كلمة، وبين ماهو من كلمتين بقوله: «بخلفهما» في ظاهراللفظ.

وكان المبرِّد يختار في المنفصل القصر لما فيه من الفرق بين المقصور والممدود في نحو {الهوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌّ يُوحَى} (١) لأنَّ الهوى إذا لقي الهمز ومددته اشتبه بالهوى الممدود، [وقوله: «بخلفهما» يتعلق بيرويك لأنه عمل بالمذهبين، و «دراً» مصدر في موضع الحال أي: دراً ومخضلاً حال أيضاً أي منسكباً وبالاً] (٢) ثم مثَّل النوعين فقال:


(١) الآية (٤) من سورة النجم.
(٢) مابين المعقوفتين زيادة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>