للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي (١): «وهي الياء التي ظهرت في دِرْحَايَة»، يعني: أنه لما كان فِعْلاية لم تكن ياؤه طرفاً فلم تُقلب، والدِرْحَايَة: القصير السمين، والصحيح أنَّ سيناء أعجمي، فلما نَطَقت به العرب اختلفت فيه لغاتها، فقالوا: سَيْناء كما قالوا: صَفْراء، وحمراء، وسِناء كعِلباء، وحِرْباء، و {سِينِين} (٢) كخنذيذٍ، وزِحْلِيل، ومنه

قوله (٣):

* تَسْمَعُ للجنِّ به زِيزِيزَمَا *

ومنعَ سينين من الصرف مامنعَ سِيناء، والخنذيذ الفحل، والخصِيُّ من الأضداد ورأس الجبل المرتفع، وزِحْلِيل مِنْ زَحَلَ إذا تنحَّى، ويجوز أن يكون طور سيناء مُرَكَّبَاً كحضرموت، ويجوز أن يكون المانع من الصرف في سيناء العجمة والعلمية.

٣ - وضَمٌّ وفَتْحٌ مَنْزِلاً غَيْرُ شُعْبَةٍ … ونَوَّنَ تَتْرَاً حَقُّهُ واكْسِرِ الوِلا

٤ - وأَنَّ ثَوَى والنُّونَ خَفِّفْ كَفَى وتَهْـ … جُرُونَ بِضَمٍّ واكْسِرِ الضَّمَّ أَجْمَلا

{مُنزَلاً} (٤) بضم الميم وفتح الزّاي مصدر أَنْزَل إِنزالاً ومُنْزَلاً، أو موضع إنزال، ومَنْزِلاً اسم المكان مِنْ نَزَلَ مَنْزِلاً، وتترىً مذكور في باب الإمالة (٥).

وقوله: «واكسر الوِلا» وإنَّ الوِلى الموالي ثم بَيَّنَهُ فقال: «وأن»، لأنه وأْلى تترى أي: تابعه، وجاء بعده وهو قوله: {وإنَّ هَذِه} (٦)، والكسر على الاستئناف، والفتح على ولأنَّ هذه أمتكم، (وأنْ) مخففة من الثقيلة،


(١) الحجة ٥/ ٢٩٠.
(٢) الآية ٢ من سورة التين.
(٣) من الرجز وهو في اللسان (زيز) ٧/ ٢٢٦.
(٤) الآية ٢٩ من سورة المؤمنون.
(٥) تقدم في باب الإمالة ١/ ٢٩٢.
(٦) الآية ٥٢ من سورة المؤمنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>