الوقف مأخوذ من وقفت عن كذا إذا لم تأت به، فلما كان ذلك وقوفاً عن الحركة وتَرْكاً لها سُمِّي وقفاً، ولما كان الوقف نقيضَ الابتداء، والحركة نقيضَ السكون جُعل لكل واحد من النقيضين [نقيض](١) ما جُعل للآخر، وإنما وجب الابتداء بالحركة من أجل تعذُّرِ الابتداء بالساكن، ثم جعل للوقف السكون لتفارق الغاية البداية وفيه بعد ذلك لغات:
السكون: وهو الفصيح المختار والأصل في عادة القراء.
والثاني: الروم وهو الإشارة إلى الحركة مع صوتٍ خفيٍّ في المرفوع والمجرور دون المنصوب في أفصح اللغات لأنَّ الفتحة خفيفة، فإذا خرج بعضها خرج سائرها.
الثالث: الإشمام وهو الإشارة إلى الحركة من غير تصويتٍ وتختص بالمرفوع والروم يدركه المحجوب، والإشمام لا يدركه إلا المشاهد له لأنه ضَمُّ الشفتين فقط.
الرابع: من الوقوف لغة من لا يعوض من التنوين في المنصوب المنصرف ألفاً ويقف عليه بالسكون كالمرفوع والمجرور.
والخامس منها: لغة مِنْ عوَّض في الجميع فوقف بواوٍ في المرفوع، وبألفٍ في المنصوب منصرفاً وغير منصرفٍ، وبياءٍ في المجرور.
السادس: التشديد نحو خالدّ، وفرجّ ولم يستعمل القرَّاءُ من ذلك إلا الأفصح ولم ترِد السُّنَّةُ بغيره.