للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو علي (١): «مَنْ أمال فلأنَّ الألف إذا كانت رابعةً أشبهت ألفَ التأنيث، وألف التأنيث تمال مع المستعلي نحو: فوضى فالإمالة مع الرَّاء أحرى»؛ وهذا الذي قاله أبو عليٍّ في تعليل الإمالة هو الذي لايتجه غيره، فإنَّ التوراة اسمٌ أعجمي يقال: إنه بالعبرانية تُورُوه.

فالحكم بأنَّ أصله فَوْعِلَة أو تَفْعِلَة، وأنَّ اشتقاقه من الوري إنما يصح لوكان عربياً/ فكأنَّ أبا عليٍّ علَّلَ الإمالة بما لايصح غيره، وكيف يُظنُّ أنه خَفِي عند ذلك، وقد ذكر في الحجة ماذكره الفريقان.

«وقُلِّل في جودٍ» الجود المطر الغزير يعني أنَّ التقليل في شهرته في العربية كالمطر الجود، «وبالخلف بللا» لأنه لم يدُم على التقليل، فهو دون الجود إذ كان مرةً يُفتح ومرةً يُقلل، وكذلك المطر القليل.

قال الحافظ أبو عمروٍ - رحمه الله - في غير التيسير: أقرأني ذلك أبو الفتح بإخلاص الفتح، وأقرأنيه أبو الحسن بين بين. يعني لقالون (٢).

٢ - وَفِي تُغْلَبُون الغَيْبُ مَعْ تُحْشَرُون فِي … رِضَىً وَيَرَوْنَ الغَيْبُ خُصَّ وَخُلِّلا

أي: كائن في وجه رضىً، قال الزَّجاج (٣): المعنى: بلِّغْهم أنهم سيُغلبون ويحشرون؛ ومَنْ قرأ بالتاء (٤) فمعناه قل لهم في خطابك لهم: ستغلبون، وقال


(١) الحجة ٣/ ١٥.
(٢) أمال الألف من التوراة ابن ذكوان، وأبو عمرو البصري، وقلل ورش، وقالون له الفتح والتقليل.
(٣) معاني القرآن للفراء للزجاج ١/ ٣٨٠.
(٤) قوله: {ستغلبون وتحشرون} قرأ الكسائي بالغيب فيهما، وقرأ السبعة ماعدا نافعاً بياء الغيب في {يرونهم}، فتكون قراءة الباقين بتاء الخطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>