للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدال مخرجها مِنْ بينِ طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا من مخرج التاء والطاء، وهي حرفٌ مجهورٌ، وهي تدغم في هذه الأحرف العشرة المذكورة أما تسعة منها فهي تقاربها، وأما الجيم فبخلاف ذلك، لأني قد ذكرت أنها تخرج من وسط اللسان وإنما أدغمت فيها الدال مع عدم التقارب لاتفاقهما في الجهر وفي {دَارِ الخلْدِ جَزَاءً} (١) اختلافٌ، والحافظ أبو عمروٍ رحمه الله يدغمه قال: وبه قرأت. وسيأتي ذكره فما بعد إن شاء الله.

١٤ - ولم تُدَّغَمْ مَفْتُوحَةً بَعْدَ سَاكِنٍ … بحرْفٍ بِغَيرِ التَّاءِ فَاعْلَمْهُ واعْمَلا

يعني أنَّ الدالَ لم تُدْغَم وهي مفتوحة وقبلها ساكن إلا في التاء خاصة، أمَّا علةُ إدغامها في التاء، فلأنهما من مخرجٍ واحدٍ فهما كالمثلين، وأما علة إظهارها مع غيرها، فلأن الخفّةَ قَدْ حصلت بالفتح والسكون.

١٥ - وفي عَشْرِهَا والطَّاءُ تُدْغَمُ تَاؤهَا … وفي أَحْرُفٍ وَجْهانِ عَنْهُ تَهَلَّلَا

لك أن تُعيدَ الضميرَ في «عشرها» على الأحرف السابقة، وأن تُعِيده على الدَّال، وأما الضمير في «تاؤها» فعائدٌ على الأحرف السابقة.

واعلمْ أنَّ كلَّ حرفين أدغمت فيهما لام التعريف فهما متقاربان، فإذا نظرت إلى الأحرف المذكورة وجدت لام التعريف تدغم في جميعها إلا في الجيم، فالتقارب علّة الإدغام، وإنما أُدغمت في الجيم للعلّة السابقة في إدغام الجيم فيها في {المعَارِج تَعْرُجُ} (٢)، يقال: تهلل وجهه إذا استنار، والهاء في عنه تعود على أبي عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى.


(١) الآية (٢٨) من سورة فصلت.
(٢) الآية (٣) من سورة المعارج.

<<  <  ج: ص:  >  >>