للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا قلت: أخذ، واتخذ فصارت لذلك كأنها كلمة أخرى، ولأنَّ الذال أيضاً أصلها الحركة كما سبق في الثاء.

ومعنى «عاشر دغفلا» أي: عاشر زمناً خصباً، يشير إلى سعة الاحتجاج والتمكن فيه، وحجة من أدغم وجود التقارب كماسبق.

٨ - وَفي ارْكَبْ هُدَى بَرٍّ قَرِيبٍ بخُلْفِهِمْ … كَمَا ضَاعَ جَا يَلْهَثْ لَهُ دَارِ جُهَّلا

إنما كان «في اركب هدى بر قريب» بوجود الخلف فيه لأنَّ إظهاره حسن وإدغامه حسن، أما الإظهار فعلى الأصل، وأما الإدغام فلقرب الباء من الميم لأنها من بين الشفتين، ولأنهما يشتركان في أنَّ لام المعرفة لاتدغم فيهما، ثم الميم أقوى من الباء بالغنة وهما يستويان في الجهر ويتقاربان في الشدة، فإدغام الأضعف في الأقوى هو قضية الإدغام.

و «ضاع» أي: فاح طيبه، وأما «يلهث له دار جهلا» أي: دار الجهلة الذين خلطوا في رواية هذا الحرف كالذين رووا الإظهار فيه عن عاصمٍ، وذلك من طريق السامري، وذكره عبد الجبار، وابن الفحام وغيرهما كأنه إنما صحح هذه الرواية؛ فمن أظهر فعلى الأصل، ومَنْ أجل انفصال الحرفين، ولأنَّ سكون الثاء غير لازم.

وحجة الإدغام أنَّ الثاء والدال من مخرجٍ واحدٍ والثاء أضعف مِنْ الدال لأنَّ الثاء مهموس والذال مجهور، وكذلك يدغم الأضعف في الأقوى، ولأنَّ في الإظهار كلفة ومشقة تزول بالإدغام.

٩ - وقَالُونُ ذُو خُلْفٍ وفي البَقَرَه فَقُلْ … يُعَذِّبْ دَنَا بِالخُلْفِ جَوْدَاً وَمُوبِلا

قال أبو عمروٍ: قرأت له على أبي الفتح بالإظهار، وعلى أبي الحسن بالإدغام.

<<  <  ج: ص:  >  >>