إنما كان «في اركب هدى بر قريب» بوجود الخلف فيه لأنَّ إظهاره حسن وإدغامه حسن، أما الإظهار فعلى الأصل، وأما الإدغام فلقرب الباء من الميم لأنها من بين الشفتين، ولأنهما يشتركان في أنَّ لام المعرفة لاتدغم فيهما، ثم الميم أقوى من الباء بالغنة وهما يستويان في الجهر ويتقاربان في الشدة، فإدغام الأضعف في الأقوى هو قضية الإدغام.
و «ضاع» أي: فاح طيبه، وأما «يلهث له دار جهلا» أي: دار الجهلة الذين خلطوا في رواية هذا الحرف كالذين رووا الإظهار فيه عن عاصمٍ، وذلك من طريق السامري، وذكره عبد الجبار، وابن الفحام وغيرهما كأنه إنما صحح هذه الرواية؛ فمن أظهر فعلى الأصل، ومَنْ أجل انفصال الحرفين، ولأنَّ سكون الثاء غير لازم.
وحجة الإدغام أنَّ الثاء والدال من مخرجٍ واحدٍ والثاء أضعف مِنْ الدال لأنَّ الثاء مهموس والذال مجهور، وكذلك يدغم الأضعف في الأقوى، ولأنَّ في الإظهار كلفة ومشقة تزول بالإدغام.