للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما جُمِع المصدرجمع فاعل في نحو (١):

.................... … ونوَّارُه مِيلٌ إلى الشمس زاهِرُه

وقد قالوا: الجامل والباقر، يراد بهما الكثرة، قال: ويجوز على قياس قول أبي الحسن في قائم أخواك، وإعمال اسم الفاعل عَمَلَ الفعل،/ وإن لم يعتمد على شيءٍ أن يكون {ثياب سندس} (٢) مرتفعةً بعاليهم، وأفردت عالياً، لأنه فعل متقدم.

وأما {عَالِيَهُمْ} بالنصب، فقال الزجاج (٣): نصب على الحال، إما من الهاء والميم في {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ} (٤) أي: يطوف على الأبرار ولدان مخلدون عالياً الأبرار ثياب سندس، وإما من الولدان أي: إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً في حال علو الثياب إياهم.

قال: والنصب على هذا بيِّنٌ، وقال الفرّاء (٥): هو منصوبٌ على الظرف عاليهم، ورفع {خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} (٦) على النعت للثياب والعطف عليها، والجر ردٌّ على سندس نعتاً وعطفاً، وجاز ذلك لمّا كان السندس راجعاً إلى الثياب.

٦ - وَإِسْتَبْرَقٌ حِرْمِيُّ نَصْرٍ وَخَاطَبُوا … تَشَاءُونَ حِصْناً وُقِّتَتْ وَاوُهُ حَلَا

«حصناً» منصوبٌ على الحا ل أي: خاطبوا مشبهين حصناً أي: وما تشاؤون يابني آدم، والغيبة مردودة على قوله: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ} (٧).


(١) البيت للحطيئة وصدره: «بمستأسد القريان حُوٍّ تِلاعُهُ» وهو في ديوانه ١٨٠، واللسان (ميل).
(٢) الآية ٢١ من سورة الإنسان.
(٣) معاني القرآن للزجاج ٥/ ٢٦٢.
(٤) الآية ١٩ من سورة الإنسان.
(٥) معاني القرآن ٣/ ٢١٩.
(٦) الآية ٢١ من سورة الإنسان.
(٧) الآية ٢٩ من سورة الإنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>