للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

لو بغير الماء حَلْقِي شَرِقٌ … كنتُ كالغَصَّان بالماء اعتِصَاري (١)

ومنه قوله تعالى: {وفِيهِ يَعْصِرُون} (٢)، و «محللا» أي: تشد الرحال إليه وتحل عنده، ومكان محلل أي: يُحَلُّ [فيه أي: ذو تحلال، فمن كان بهذه الصفة لايبالي بإظهار ما أطلعه الله عليه وكشفه له أي: أظهر ابن عامر عند السين والجيم والزاي فقط] (٣).

٤ - وأَظْهَرَ رَاوِيه هِشَامٌ لَهُدِّمَتْ … وَفي وجَبَتْ خُلْفُ ابنِ ذَكْوَانَ يُفْتَلى

أي: قال راوي الكهف معلناً: لولا هذا الكهف لهدمت أعمالنا، ويقول ابن الذكاء وجبت أي: وقعت، أو لم تقع معناه أنَّ هذا العالم القوي حريصٌ على من دونه أعمالهم وحفظها عليهم فلم تنلها الشوائب المفسدة، والذكي لخوفه لا يطمئن أبداً فهو أبداً يخاف، ولخوفه يشك هل حبطت أم لا. أظهر هشام {لهدِّمَتْ صَوَامِعُ} (٤) وأدغمه ابن ذكوان، وفي {وجَبَتْ جُنُوبُها} (٥) خلفٌ عن ابن ذكوان.

ومعنى «يُفْتَلى» يتدبر ويُبْحث عنه، يقول: افتليت الشعر إذا تدبرته، وكذلك فَلَّيْت الشعر وإنما قال ذلك لأنّ المشهور عن ابن ذكوان فيه الإظها


(١) البيت لعدي بن زيد وهو في ديوانه ٩٣، واللسان (عَصَرَ) ٦/ ٢٥٦، وهو في الكتاب ١/ ٤٦٢، والخزانة ٣/ ٥٩٤، والهمع ٢/ ٦٦ والمغني برقم (٤٢٨).
(٢) الآية (٤٩) من سورة يوسف.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ت).
(٤) الآية (٤٠) من سورة الحج.
(٥) الآية (٣٦) من سورة الحج.

<<  <  ج: ص:  >  >>