للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى بن هارون، وقال ابن أبي بزة، قال لي محمد بن إدريس الشافعي: إن تركت التكبير فقد تركت سنةً من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وروى بعض علمائنا الذين اتصلت قراءتنا بهم بإسنادٍ عن أبي محمد الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد القرشي (١)، قال صليت بالناس خلف المقام في المسجد الحرام في التراويح في شهر رمضان، فلما كانت ليلة الختمة كَبَّرْت من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن في الصلاة، فلما سَلَّمْت التفَتُّ، وإذا بأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي قد صلى ورائي، فلما بصُرني قال: أحسنت أصبت السنة.

وقد رفعه أبو الحسن البزي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فصل:

سبب اختصاص الضحى بالتكبير في أولها وآخرها أنَّ الوحي حين انقطع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الكفار: قد قَلاه ربُّه، فأنزل الله تعالى {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الله أكبر تصديقاً لِمَا أنا عليه وتكذيباً للكفار (٢).

٩ - فَإِنْ شِئْتَ فَاقْطَعْ دُونَهُ أَوْ عَلَيْهِ أَوْ … صِلِ الْكُلَّ دُونَ القَطْعِ مَعْهُ مُبَسْمِلَا

«/ اقطع دونه» أي: قف آخر السورة ثم استأنف التكبير، «أو عليه» أي: صل التكبير بآخر السورة، وقف عليه واستأنف البسملة، وهذا هو المختار.

قال أبو عمرو: والحُذَّاق من أهل الأداء يستحبُّون في مذهب البزي أن يوصل التكبير بآخر السورة مِنْ غير قطعٍ ولا سكت على آخرها دونه،


(١) أبو محمد المكي، مقرئ متصدر، قرأ على شبل بن عباد عن ابن كثير، روى القراءة عنه البزي، أمَّ المسجد الحرام، وروى عن الشافعي. غاية النهاية ١/ ٢٣٢.
(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه مناقب أبي بن كعب ٣/ ٣٠٤. قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>