للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السموات والأرض، ثم قال: {وإِذا قَضَى أَمْرَاً فَإِنما يَقُولُ لَه} لسببه {كُنْ فَيَكُون} المسبب على حذف مضاف] (١).

والأمر هاهنا للذي به يكون المكوِّن مثال ذلك أنه سبحانه قضى النفخ في مريم الذي يخلق به عيسى في وقتٍ كذا فلما جاء الوقت بعث إليها الملك عليه السلام وأمره بالنفخ ثم قال للنفخ: كن على ماأردنا فتكوَّن عيسى مخلوقاً من غير أبٍ، أو تكون الهاء في (له) عائدة إلى المكون بمعنى لأجله أي: يقول لأجل إيجاده للسبب كن فيكون المقضيّ، أو المسبب.

والذي في آل عمران ومريم مثله، وفي الطول {هُوَ الَّذِي يحيي ويميتُ، فَإِذا قَضَى أَمْرَاً} من إحياءٍ أو إماتةٍ {فَإِنما يقولُ} لسببه: {كُنْ فيكون} حياً أو ميتاً، أو يقول لأجله على ما سبق.

وأما قراءة الجماعة فيكون بالرفع فعلى فهو يكون، وقال الفرَّاء والكسائي هو معطوف على يقول كما قال تعالى: {يَوْم يَأْتِيهم العَذَابُ فَيَقُول} (٢) وهذا من قولهما حيث وقع يقول مرفوعاً.

٣٣ - وَفي آلِ عِمْرَانٍ في الاولى وَمَرْيمٍ … وَفي الطَّوْلِ عَنهُ وهوباللفْظِ أُعْمِلا

يعني أنَّ هذه المواضع اعتُبر فيها لفظ الأمر وإن لم يكن أمراً ورتَّبَ عليه الجواب وإن لم يكن جواباً في الحقيقة، وإنما قال بقول/ غيره فيه أنه ليس بأمرٍ وإنما جاء على لفظ الأمر، وكذلك قالوا: هو من باب النصب بالفاء في الجواب.


(١) مابين المعقوفتين غير واضحٍ في الأصل.
(٢) الآية ٤٤ من سورة إبراهيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>