للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: كان الوجه أن يقول: وفي الإسراء المهتد وتحتُ.

قلت: معناه واشترك في المهتدي الإسراء والكهف وهو أخو حلى.

١٢ - وفِي اتَّبِعَنْ فِي آَلِ عِمْرَانَ عَنْهُمَا … وَكِيدُونِ فِي الأَعْرَافِ حَجَّ ليُحْمَلا

يعني عن نافع وأبي عمرو أي ورد النقل عنهما وقوله: «حج» أي: غلب في الحجة، لأنَّ أصله إثبات الياء في الوصل لأنَّ ذلك الأصل وحذفها في الوقف موافقة للرسم كما سبق مالم يكن رأس آية فإنه يحذف حينئذ في الحالين، والياء هاهنا ليست في رأس آية فطرد أصله فظاهر الكلام الذي ينتظم به أنه حج ليحمل ذلك عنه، وأراد بقوله: «ليُحْمَلا» هشاماً وهذا الموضع هو المشار إليه في أول الباب في قوله: «لوامعا» بخلف.

قال أبو عمرو: أثبتها هشام في الحالين من قراءتي على ابن غلبون أبي الحسن وغيره، قال: وقرأت على أبي الفتح عن قراءته بالوجهين، وروي عن ابن أبي الفتح، وعن ابن خُواستي الفارسي (١)، وعن طاهر بن غلبون، وعن أحمد بن عمر كلهم يروي عن هشامٍ بإسناده عن ابن عامر بغير ياء (٢)، وروي عن ابن ذكوان إثباتها في الحالين، وروي عنه أنه قال: في كتابي بياءٍ وحفظي بغير ياء.


(١) عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن خُواستي، أبوالقاسم الفارسي، مقرئ متصدرٌ، قرأ على عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبي بكر النقاش، قرأ عليه الداني. توفي ثنتي عشرة وأربعمائة.
غاية النهاية ١/ ٣٩٢.
(٢) قال ابن الجزري: قطع له الجمهور بالياء في الحالين، وهو الذي في طرق التيسير ولاينبغي أن يقرأ من التيسير بسواه، وإن كان قد حكى فيها خلافاً عنه فإنَّ ذكره على سبيل الحكاية، وإثبات الخلاف من طريق الشاطبية في غاية البعد وكأنه تبع فيه ظاهر التيسير.
النشر ٢/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>