للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متيان فأميلت لأنها أشبهت ما أشبه ما انقلب عن الياء] (١) وعسى فعلٌ غير متصرفٍ، وأميل لأنك تقول عسيت.

وأما بلى فإنما أميلت وهي حرفٌ لأنها لما كُفَّت في الجواب وقامت بنفسها أشبهت الأسماء تقول: إذا قيل لك: ألم يأتك زيدٌ بلى، ولمن قال لك: مَنْ عِنْدَكَ زيدٌ، فبلى هاهنا قام مقام زيد هناك كُفَّت بالجواب كما كفى فيه الاسم، وهي أيضاً تضارع الاسم في عدد حروفها، وقيل: بل أشبهت الفعل فأميلت كما يمال، ووجه الشبه تضمنها معناه في التحقيق والإيجاب بعد النفي لأنَّ قولك لمن قال: ألم يأتك زيدٌ بلى بمعنى قد جاء، وقيل: إنَّ ألفها للتأنيث، وأصلها بل فزيدت كما زيدت التاء على لا ورُبَّ وثَمَّ (٢) لتأنيث الكلمة، ودليل ذلك أنَّ ما بعد بلى موجبٌ كما بعد بل.

٦ - ومَا رسَمُوا بِاليَاءِ غَيرَ لَدَى وَمَا … زَكَى وَإِلى مِنْ بَعْدُ حَتَّى وَقُلْ عَلَى

أي: وأمالا مارسموا بالياء وإن لم يكن الياء أصلاً، واستثني من ذلك هذه الكلمات، فأما لدى فإنها رسمت بالألف في يوسف (٣)، وبالياء في غافر (٤) وإنما لم تمل لأنَّ لدى، وحتى، وعلى، وإلى حروفٌ ليست بمشتقة من فعل، ولم يحكم لها بحكم الأسماء لأنك تردُّ الأسماء إلى التثنية فيعرف أصلها، فلما لم يساعدها دلائل الأفعال ولا دلائل الأسماء لم تمل [وقد تمال الألف لكسرةٍ تكون قبلها أو بعدها، وذلك معدوم فيها.


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ب).
(٢) فقيل: لات ورُبَّت.
(٣) قوله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَها لَدَى البَابِ} (٢٥).
(٤) قوله تعالى: {إذ القُلُوبُ لَدَى الحنَاجِرِ} (١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>