للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصير، والسُّؤى بمعنى الدخول، ولأنَّ التأنيث غير حقيقي ويذيق في قوله تعالى: {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} (١) النون والياء مما سبق نظيره.

(والعالِمين) (٢) بكسر اللام جمع عالم ضد الجاهل كما قال تعالى: {ومايَعْقِلُهَا إِلا العَالِمُون} (٣) والعالَمين جمع عالَمٍ، والعالَم كلُّ موجود سوى الله تعالى، وَجَمَعَهُ لأنَّ لكلِّ أوانٍ عالماً، ويجوز أن يريد بالعالَمين أجناس بني آدم وأجيالهم.

٢ - لِيَرْبُوا خِطَابٌ ضُمَّ وَالوَاوُ سَاكِنٌ … أَتَى وَاجْمَعُوا آثَارِكَمْ شَرَفاً عَلَا

«ضُمَّ» يجوز أن يكون أمراً وأن يكون مبنياً لما لم يُسَمَّ فاعله، ومعناه لتزيدوا وليربوا ليزيد في أموالهم، «والواو ساكن» لأنها واو تُربون فحذفت النون للنصب، وفي الأخرى الواو منصوبة، لأنها حرفُ الإعراب، و «أتى» معناه: وَرَدَ ونُقِل.

و {آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ} (٤)، لأنَّ لها آثاراً كثيرة مِنْ إنبات الزرع والكلأ، وسَقْي الشجر، وإصلاح الثمر، وإحياءٍ للحيوان/ بشربها الماء، وأكلها ما أنبتت، وأثر دالٌّ أيضاً على جميع ذلك، ولا وجه لقول مَنِ احتج لأثر رحمة الله بما سبق من لفظ الوحدة في قوله: {ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجَعَلُهُ} (٥) و {من خِلَالِهِ} (٦).


(١) الآية ٤١ من سورة الروم.
(٢) قراءة حفصٍ في (لآيات للعالمين) بكسر اللام والباقون بفتحها.
(٣) الآية ٤٣ من سورة العنكبوت.
(٤) الآية ٥٠ من سورة الروم.
(٥) الآية ٤٨ من سورة الروم.
(٦) الآية ٤٨ من سورة الروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>