للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر نبذة من فضائل (١) أبي القاسم، ومولده، ووفاته، وشيوخه -رضي الله عنهم- أجمعين

كان عالِماً بكتابِ اللهِ، بقراءاتِهِ وتفسيرِهِ، عَالِمًا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مبرِّزَاً فيه، وكان إذا قُرِئَ عليه البخاريُّ ومسلمٌ والموطأُ يُصَحِّحُ (٢) النُّسَخَ من حفظه، ويُمْلي النُّكتَ على المَوَاضِع المحتاجِ إلى ذلك فيها.

وأَخْبَرَنِي: أنَّه نَظَمَ في كتا بِ التَّمْهِيد [لابن عبد البَر رحمه الله] (٣) قصيدةً داليةً في خمسمائة بيتٍ من حفظِهِ، أحاطَ بالكتابِ عِلماً، وكان مُبرِّزاً في علمِ النَّحو والعربية، عَارفًا (٤) بِعِلمِ الرؤيا، حَسَنَ المقاصِدِ، مُخْلِصَاً فيما يقولُ ويفعل.

قال رحمه الله: «لايقْرأُ أحدٌ قصِيدَتي هذه إلا ويَنْفَعُه الله -عز وجل- بها لأنني نَظَمْتُهَا للهِ سُبحَانه».

وكان يجتنبُ فُضُولَ القولِ، ولايتكلمُ في سَائِر أوقاتهِ إلا بما تدعو إليه ضرورةٌ، ولا يجلسُ للإقراء إلا على طهارةٍ في هيئةٍ حَسَنةٍ، وخضوعٍ واستكانةٍ، ويمنعُ جُلَسَاءهَ من الخوضِ والحديثِ في شيءٍ إلا في العلمِ والقُرْآن.


(١) انظر قسم الدراسة من هذه الرسالة ففيه أخبار هذا الإمام الذي أجمع على ولايته وعلمه.
(٢) قوله: [يصحح النسخ من .. ] في (ع) [يصحح عليه النسخ من .. ].
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ت)، تأتي ترجمة ابن عبدالبر في موضعٍ آخر.
(٤) قوله: [عارفاً بعلم] في (ع) [عالماً بعلم].

<<  <  ج: ص:  >  >>